رفضت ثاني أكبر جماعة مسلحة في سوريا ” تجمّع أحرار الشام”، اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين الولايات المتحدة وروسيا يوم الأحد، والذي يهدف إلى وقف الأعمال العدائية “هدنة “بين قوات الحكومة السورية والمتمردين السوريين.
وقد بدأت الهدنة ليلة الإثنين مع بداية عطلة عيد الأضحى المبارك، ويُنظر إلى وقف القتال في سوريا على نطاق واسع، كوسيلة لتمهيد الطريق إلى حل طويل الأجل للصراع، ومع ذلك، نائب زعيم تجمع أحرار الشام، علي عمر، رفض هذه الخطة، قائلا “الشعب الذي ثار، وقاتل وعانى لمدة ست سنوات، لا يمكن أن يقبل بأنصاف الحلول.” وقالت المجموعة على تويتر، أن وقف إطلاق النار من شأنه أن يخدم فقط مصالح نظام الأسد وليس الشعب السوري.
كيف نشأت وتأسّست أحرار الشام ؟
عندما اندلعت الثورة السورية منذ قبل خمس سنوات، انضمت جماعات متمردة متعددة معا لمحاربة نظام الأسد، فاندمجت بعض المجموعات ذات طابع إسلامي وسلفي بما سُمِّي “أحرار الشام”، والمعروفة في اللغة الإنجليزية باسم تجمع أحرار الشام.
في عام 2011، أطلق الرئيس السوري بشار الأسد سراح بعض السجناء السياسيين، وكان أبرزهم حسن عبود، الذي أصبح زعيم الجماعة، وكان الهدف من التنظيم قلب نظام حكم الأسد واستبداله بنظام إسلامي، ولكن كان حسن عبود قد قُتل في عام 2014، والآن قائد المجموعة هو أبو يحيى الحموي، ولهذه المجموعة حضورا قويا في محافظتي إدلب وحلب.
من أين الدعم المالي لهذه المجموعة ؟
إن تمويل الجماعة لا يأتي فقط من جهودها الخاصة، ولكن أيضا من الشبكات الجهادية العربية والدولية، فضلا عن تمويل من دول مثل تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر.
كما أنه لها علاقات وثيقة مع جبهة فتح الشام، التي كانت تُعرف باسم جبهة النصرة التي انشقت من تنظيم القاعدة في يوليو، والمصنّفة من قبل حكومات الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا، ودول أخرى كمنظمة إرهابية، وقد تم تصنيف أحرار الشام كمنظمة إرهابية من قبل إيران وروسيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.
ما هي أيديولوجيتها ؟
في 2013 عبر مقابلة على قناة الجزيرة، قال زعيم أحرار الشام السابق حسن عبود بأن هدفهم هو تشكيل نظام وفقا للشريعة الإسلامية : ” أما الديمقراطية فهي حكم الشعب للشعب، الذي خلق قواعد كما يشاؤون، أما نحن نقول أن لدينا نظام شرع الله “. وادعى أيضا أن المجموعة لم تتلق أية مساعدات من دول أخرى، رغم وجود أدلة على عكس ذلك، وقال عبود أيضا أن المجموعة تعطي قدرا كبيرا من المواد الغذائية والمساعدات للمدنيين في المحافظات التي تسيطر عليها.