عالمة الهندسة والرياضيات التي يحتفل جوجل بذكري ميلادها ال 162، هيرثا ماركس أيرتون، هي إحدى عالمات القرن العشرين التي قدمت 26 براءة اختراع، أولها اختراع مقسم خطوط عبارة عن أداة رسم هندسي لتقسيم الخطوط إلى عدد من الأجزاء المتساوية ولتصغير وتكبير الأشكال، واستمرت اختراعاتها من ضمنهم 13 حول مصابيح القوس الكهربي والأقطاب الكهربية و8 حول دفع الهواء و5 في المقسمات الرياضية، وكانت هيرثا من عبقريات عامها حيث نبغت في الرياضيات والعلوم رغم أن ظروفها المعيشية كانت سيئة جداً، فكان أبوها يعمل في تصليح الساعات ووالدتها خياطة، ولديها من الإخوة 8 أفراد كان آخرهم في بطن والدتها حين توفي والدها عام 1861م، فلم تنعم هيرثا بحياة مرفهة وطبيعية، وفي هذه الظروف تبنتها عمتها التي كان لديها مدرسة في لندن، ودرست هيرثا مع أبناء عمتها حني بلغت سن السادسة عشر، بدأت بالعمل كمربية أطفال لأبناء عمتها.
بدأت حياتها العلمية بدراستها الرياضيات في جامعة كامبردج وتخرجت دون أن تحصل علي درجة لأن نظام الجامعة بالسابق كان بإعطاء النساء شهادات دون درجات، وأنهت هيرثا اختبارًا خارجيًا مكللاً بالنجاح ونالت بكالوريوس العلوم من جامعة لندن في 1881م، وعملت كمدرسة خصوصي في الرياضيات لعام 1883م والتي اعتبرت من النابغين في حل مسائل الرياضيات حني هذا الزمن.
وفي العام 1885م تزوجت هيرثا من الدكتور وليام ايرتون الذي كان يُحاضر في دروس الفيزياء بكلية فينسبورى للعلوم التقنية، حيث ساعدته في بحوثه الفيزيائية والكهربية وكذلك نشرت ما يخصها من هذه الأبحاث باسمها وقامت بنشر كتابها الأول عام 1902م باسم “القوس الكهربائي”، وحصلت هيرثا علي ميدالية هيوز من الجمعية الملكية للمهندسين الكهربائيين لكفاءة أبحاثها في القوس الكهربائي والتموجات عبر الرمل.
وفي العام 1908 توفي زوجها وليام وترك لها تركة مكنتها من القيام باستكمال أبحاثها في نظريات لورد رايلي الرياضية الخاصة بالدوامات وتمكنت من صناعة مروحة بهدف التصدي لهجوم من الغاز، وقامت بتطوير هذه المروحة بعد أن خلفت الحرب العالمية الأولي كيماويات خطيرة مثل غاز الكلور والفوسجين وغاز الخردل، الذي كان يتسبب في حرق الجلد وتآكله وأيضاً سجل حالات كثيرة من الوفيات، فسعت هيرثا للتخلص من هذه الآثار الخطيرة بمروحتها المصممة على دفع الغازات السامة من الخنادق واستمرت في أبحاثها التيخصت تطهير المستنقعات وتطهير شبكات الصرف الصحي وكذلك أبحاث لإزالة الألغام جميعهم من المخلفات التي سببت كوارث من الحرب العالمية الأولي والثانية حتي الوقت الحالي، وتوفت هيرثا علي إثر تسمم في الدم في يوم 26 أغسطس عام 1923م.
ديانة العالمة هيرثا ماركس أيرتون
شهدنا في مسيرتها العلمية مدي عبقريتها رغم ظروفها الصعبة في بداية حياتها، ولأعرفكم بديانة العالمة هيرثا وهي اللاأدرية، وهو الشخص الذي لا يُؤمن ولا يكفر بالذات الإلهية، أي أنها كانت معلقة لإيمانها لا هي ملحدة ولا هي مؤمنة بوجود الإله، ولم تكن عقيدتها مسيحية، ولكنها نهجت الشكوكية أي التردد بين الإثبات والنفي، وقيل بأنها بقيت على علاقات وثيقة بالمجتمع اليهودي، وغيرت اسمها الأصلي من فيبي إلي هيرثا تيمنناً باسم البطلة في قصيدة للشاعرة سونبرن تنتقد الديانات المنظمة، وكذلك قيل بأن الكاتبة ماري آن إيفانس كتبت عن شخصية هيرثا في روايتها دانيل ديروندا والتي هي من الشخصيات اليهودية في الرواية، فهل هي عالمة يهودية أم لا ديانة لها لم يكتب أحد من قبل عن هذا.