توفي الدكتور إبراهيم بدران رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا و وزير الصحة الأسبق عنن عمر يناهز 81 عام، كان يصف نفسه بخادم العلم لوسائل الإعلام، و انه يكره السياسة لأنها تشبه السوس الذي ينخر في جسد الوطن، و بالأخص لدي الشعب المصري التي يغيب عنه ثقافة الحوار.
عاش وزير الصحة الأسبق طوال حياته دون أن ينضم لأي حزب، و لكنه قضي حياته للعلم مما جعله طبيب جراح بارع، و لم يكن فقط طبيب بل شارك في الدفاع عن مصر في حرب النكسة عام 1978، و كان لديه ثقة دائما أن الشعب المصري و الشعوب بشكل كامل لن تنهض إلا بعد اهتمامها بالعلم، ولد بدران في وسط عائلة مكونة من 12 أخ و أخت لاب ضابط شرطة، لم يكن يرغب في الالتحاق بكلية الطب و لكن رغبة أبيه كانت الحاسمة للأمر لأنه كان يعيش مريض بسبب إصابته بالشلل.
و اجتاز إبراهيم بدران، دراسته بالطب و تخرج في عام 1947 و تخصص بالجراحة العام في عام 1951، و تمكن من الوصول لمنصب وزير الصحة في عام 1976 و بعدها انتقل لرئاسة جامعة القاهرة و من بعدها رئيس لأكاديمية البحث العلمي و كان يتولى منصب عضو هيئة الصحة العالمية لشرق البحر الأبيض المتوسط و عضو بالجمعية الطبية العالمية في بروكسل و عضو للهيئة الاستشارية بهيئة الصحة العالمية و كان في نهائية حياته رئيسا للمجمع العلمي.
و علق رئيس أكاديمية البحث العلمي علي احتراق المجمع العلمي قائلا انه بكي حتي الصباح عندما شاهد في التلفاز الحريق لان المبني كان صاحب 200 عام و به 291 مجلد و مرجع علمي و لم يكن في يدي شئ أخر لأقوم به لأنني تقدمت في السن، و كان يري إبراهيم بدران أن ثورة يناير ثورة مجيدة كانت نتيجة فجوة كبيرة بين الأغنياء و الفقراء بسبب تحول الوضع الاقتصادي للرأسمالية المنفردة بعد انتصار أكتوبر، و خاصة أن مصر دخلت في كبوتين أولها التحول و ثانيها الاحتضان بالغرب، تم تكريم بدران عن رحلته العلمية الأخيرة كثر من مرة، و أخرهم كانت من الرئيس عبد الفتاح السيسي له بعيد العلم الـ 24 و ساعده المشير السابق للجيش علي مساعدته للوصول لمقعده و عاد مرة أخري لمنصة استكمال الاحتفالية، و حصل علي أوسمة كثيرة منها في العلوم و التعليم الجمهورية الفرنسية 1080، و غيرها من الأوسمة، و من مؤلفات وزير الصحة السابق ثلاث أجزاء في الجراحة العامة و منها النظرة المستقبلية للتعليم الجامعي بمصر، و نظرة مستقبلية للبحث العلمي و التطوير التكنولوجي في مصر.
و أودع الشعب المصري، الدكتور إبراهيم بدران بهاشتاج يحمل اسمه كان الأكثر بحثا عبر موقع التدوينات القصيرة بتويتر أثناء تشييع جنازته بعد صلاة الجمعة من مسجد السيدة نفيسة، و كان من الشخصيات الوطنية التي شاركت في الهاشتاج عمرة المهدي الذي نعاه قائلا:”الله يرحمه كان عالما و جراحا و أنسانا مصريا وطنيا و مخلصا.
كما أصدرت جامعة القاهرة برئاسة الدكتور جابر نصار، بيان لنعي إبراهيم بدران قائلا:” «ندعو الله أن يتغمده بواسع رحمته ويغفر له ويدخله فسيح جناته ويلهم أهله وذويه ومحبيه وزملاءه وتلاميذه الصبر والسلوان».