قالها الزعيم المصري مصطفى كامل قديما “لو لم أكن مصريا لوددت أن اكون مصريا”، وتغنى بها المصريين على مدار عشرات السنوات، إلا أنه على ما يبدو أن هناك بوادر تغير في ذلك المفهوم، وهو ما أكدته إحصائية لمصلحة الجوازات والهجرة المصرية، تؤكد أنه خلال التسعة شهور الأخيرة هناك 750 حالة تنازل عن الجنسية المصرية معظمها من الشباب ويوجد منهم 90 شاب من محافظة الأقصر.
ويرى مراقبون أن هذه الإحصائية تنذر بكارثة شبابية كبرى لمصر، لأن مصر أصبحت الآن طاردة للشباب حيث أكدوا أنه بجوار هذه الإحصائية هناك ألاف الشباب يحاولون يوميا الهرب خارج مصر، ودخول دول أوروبا بطريقة غير شرعية يتعرضون خلالها للموت والاعتقال، أي انهم يفضلون هذه المخاطرة على البقاء داخل مصر وهو مؤشر خطير جدا.
جدير بالذكر أن وزير الداخلية محمد إبراهيم قبل إقالته مباشرة صدق على طلب 20 شاب مصري بالتنازل عن الجنسية، للحصول على جنسيات ألمانية وهولندية وأمريكية، هذا بالإضافة أن هناك صفحة على الفيسبوك تدعو إلى التنازل عن الجنسية المصرية، وجاء على هذه الصفحة بعض البوستات التي تبرر هذه الحملة منها “لا يوجد عدل في بلادي لذلك قررت التنازل عن جنسيتي والهجرة لأي بلد يحترم الإنسان”. وجاءت غالبية تعليقات الشباب مؤيدة للدعوة، حيث قال أحد النشطاء: “يا مصر يا بهية.. أولادك هيتنازلوا عن الجنسية علشان لقمة العيش والحرية”.
هذا ومن أشهر المتنازلين عن جنسيتهم في الفترة الأخيرة محمد صلاح سلطان، بعد أن تم تخييره بين السجن في مصر أو التنازل عن جنسيته المصرية حيث كان يحمل أيضا معها الجنسية الأمريكية، كذلك محمد فهمي مذيع قناة الجزيرة الذي يحمل أيضا الجنسية الكندية وتنازل لنفس السبب، وكذلك لاعب كرة القدم أحمد عبد المقصود الذي تنازل عنها لصالح الجنسية القطرية.
لكن من الغريب رفض العديد من قيادات الإخوان المحبوسين التنازل عن جنسيتهم المصرية لصالح جنسياتهم الأخرى التي يحملونها بجانب الجنسية المصرية، وهم عصام الحداد المساعد السابق لمحمد مرسي ونجلاه جهاد وعبد الله حيث يحملون الجنسية البريطانية بجانب المصرية، هذا بالإضافة إلى أحمد عبد العاطي مدير مكتب مرسي والذي يحمل الجنسية الجزائرية، كذلك مراد علي المستشار الإعلامي لحزب الحرية والعدالة ويحمل الجنسية النمساوية، وأيضا خالد القزاز سكرتير الرئاسة السابق ويحمل الجنسية الكندية.