لا شك أن الكرة الإيطالية كانت هي المسيطرة على الكرة الأوروبية في سنوات الثمانينات والتسعينات وحتى بداية الألفية، لكنها تراجعت بشكل كبير في الفترة الأخيرة والسبب الأول في هذا التراجع يرجع لمعاناة الأندية الكبرى ماليا، فأندية مثل آي سي ميلان وأنتر ميلانو لم يعد في مقدورها شراء نجوم كرة القدم العالمية على عكس ماكان عليه الأمر في الماضي أين كان أغلب نجوم كرة القدم يلعبون في الدوري الإيطالي مثل مارادونا، روبرتو باجيو، مالديني، نيستا وغيرهم.
الأندية الإيطالية صارت عاجزة في السنوات الأخيرة على مواجهة الأندية الأوروبية الكبرى، لدرجة صار أغلب المحللين لا يرشحونها للعب أدوار متقدمة في دوري أبطال أوروبا، وأبرز دليل على ذلك هو حجم السخرية من السيدة العجوز بعد تأهلها للدور النصف نهائي هذا الموسم، فالجميع كان يعتبرها لقمة صائغة يسهل تناولها، لهذا كانت أندية ريال مدريد، بايرن ميونيخ وبرشلونة تمني النفس بالوقوع مع اليوفي في الدور النصف نهائي، لكن يوفنتوس استطاع أن يغير هته النظرة تماما بعد تمكنه من التأهل للدور النهائي على حساب ريال مدريد ليقابل برشلونة في نهائي برلين.
قبل النهائي أيضا رشحت البارصا للفوز بسهولة على منافسها الإيطالي، وسار مدرب ولاعبي اليوفي في هذا الخط أيضا حيث صرحوا بأنه سيكون من الصعب أو المستحيل إيقاف هجوم البارصا بقيادة ميسي وهذا من أجل تنويم خصمهم مغناطيسيا وإقناعه بأنه فريق لايهزم بغرض مفاجأته أثناء المباراة بشكل غير متوقع.
أثناء مباراة النهائي أبان اليوفي عن إمكانيات كبيرة جدا وخاصة في وسط ميدانه أين تمكن من السيطرة على وسط الميدان وجعل كل لاعبي البارصا يعانون، حيث حرمهم بول بوغبا و فيدال وباقي اللاعبين من امتلاك الكرة والتحرك بها بحرية وهو ما لم يتعود عليه لاعبو كاتالونيا. إندفاع لاعبي اليوفي ومهارتهم العالية في استعادة الكرة رجح كفة اليوفي في كثير من فترات اللقاء لدرجة أننا أحسسنا أن اليوفي قادر على حسم المباراة لصالحه بسهولة لولا رعونة مهاجميه في بعض اللقطات، إضافة للقرارات التحكيمية الضالمة التي تعرض لها النادي الإيطالي أبرزها عدم احتساب ركلة جزاء لبوغبا وهو الذي كان يهم بتسجيل الهدف الثاني، لتقوم البارصا بهحمة معاكسة سريعة تمكنت من ورائها من تسجيل الهدف الثاني، إضافة للتغاظي عن تصفير العديد من الأخطاء قرب منطقة العمليات. ويمكن القول أنه لولا قرارات الحكم الظالمة لكان في إمكان يوفنتوس طورينو الفوز بهذه المباراة.
ورغم عدم حصول اليوفي على الكأس إلا أن الكرة الإيطالية ربحت الكثير من هذه المباراة، أبرزها عودة اليوفي للمستوى الأوروبي العالي بعد سنوات طويلة من غيابه على النهائي (منذ سنة 2003) وهو الذي لعب 6 نهائيات في سنوات التسعينات، إضافة لإيصال رسالة لأوروبا والعالم مفادها بأن الأندية الإيطالية بدأت تستعيد مستواها الذي عرفت به في الماضي وهو ما سيزيد في حجم المتابعة الجماهيرية للدوري الإيطالي وبالتالي زيادة مداخيله المالية. اليوفي أيضا سيستفيد كثيرا من الناحية المالية بعد لعبه نهائي دوري الأبطال وهو مايمكنه من الاحتفاظ بنجومه وتحصين نفسه من الإغراءات المالية للأندية الكبرى التي تتنافس على ضم بول بوغبا وأرتور فيدال.