رائحة الفم الكريهة هي من بين الأمراض التي يعاني منها العديد من الناس وخصوصا عند الاستيقاظ من النوم، ويصيب ثلث البشرية بشكل مزمن، معظم حالاته يكون سببها الفم نفسه وفي بعض الأحيان مرض في الكبد أو مرض السكري أو مرض في الجهاز التنفسي أو السرطان يكون سببا في ذلك.
رائحة الفم الكريهة التي سببها الفم نفسه تكون نتيجة تحلل بقايا الطعام وخلايا اللثة التي تسقط بشكل طبيعي لتسمح لخلايا جديدة بالظهور، وإذا لم يتم تنظيف الفم من هذه البقايا والخلايا فإنها تتعفن وتسبب رائحة كريهة بفعل بكتيريا لا هوائية، ولا يتوقف الأمر هنا بل يتعداه للأسوأ من مجرد رائحة كريهة تزول بتنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون إلى التهاب، وإذا لم يتم منع ذلك فإن الالتهاب يتحول إلى مرض مزمن للثة أو اللوز مما يسبب رائحة كريهة في الفم مزمنة ومشاكل صحية عديدة منها التعب العام والخمول وآلام في المفاصل وارتفاع في نسب الإصابة بأمراض القلب والشرايين وغيرها من الأمراض الخطيرة.
وتتراكم فضلات الطعام والخلايا الميتة مع البكتيريا ومكونات اللعاب على كل أسطح الفم وبالتحديد الأسنان واللثة ومؤخرة سطح اللسان، إذ أن مؤخرة سطح اللسان وما بين الأسنان وأسفل خط اللثة أماكن تحتوي على فراغات لا يصلها الهواء بكمية كافية وتتراكم فيها هذه البكتيريا والبقايا مما تسمح بالتعفن اللاهوائي أن يتم، وذلك يؤدي إلى الرائحة الكريهة والالتهابات إذا لم تتم معالجة الأمر وعليه فإن فرك الأسنان وتنظيفهم بالفرشاة وخيط الأسنان وإزالة بقايا الطعام مع البكتيريا والخلايا الميتة العالقة في الفم وعلى سطح اللسان مهم وضروري للحفاض على فم سليم ورائحة طبيعية.
مهما كان الإنسان دقيقا في تنظيف فمه تبقى بعض البكتيريا قادرة على تكوين طبقة جيرية مع مرور الزمن تتراكم على أي سطح من سطوح الأسنان، وبشكل أكبر تحت خط اللثة حيث، ويصعب على الإنسان تنظيف هذا الموقع عبر فرشاة الأسنان، ويسمى هذا التراكم من البكتيريا وبعض مكونات اللعاب وفضلات الطعام بالبلاك ولا يمكن إزالته بسهولة الأمر الذي يستوجب زيارة الطبيب كل ستة أشهر حتى يتم إزالة هذه الطبقة من البلاك من على سطح الأسنان، وإلا قد يعاني الإنسان من رائحة الفم الكريهة بشكل دائم وكذلك تعرضه لأمراض اللثة.
الجدير بالذكر هو أن البكتيريا الفموية ليست كلها ضارة وإنما بعضها نافع ولا يسبب رائحة الفم الكريهة وهذه البكتيريا هي بكتريا هوائية موجبة الجرام وكلما زاد عددها في الفم انعدمت رائحة الفم الكريهة، وقد أثبتت الدراسات أنه يجب تجنب استعمال مطهرات الفم والمضمضة القاتلة للبكتيريا بإفراط وإذا لزم استعمالها فقد أثبتت الدراسات التي أجرية في جامعة الباحة أن وضع هذه المطهرات القاتلة لجميع البكتيريا على أماكن تواجد البكتيريا اللاهوائية وهي الأسنان ومؤخرة سطح اللسان فقط فإن ذالك أفضل من استعمالها على كامل الفم، لأن مؤخرة اللسان و المساحات بين الأسنان هي البيئة الخاصة بالبكتيريا المسببة للرائحة الكريهة بينما باقي أسطح الفم تعد بيئة للبكتيريا النافعة الهوائية، كما أن هناك منتجات تباع في الصيدليات لبكتيريا نافعة هوائية موجبة الجرام تساعد على بقاء رائحة الفم طبيعية.
ختاما يمكن القول أن الوقاية من رائحة الفم الكريهة تكون عبر الحفاض على نظافة الفم بفرك الأسنان بالفرشاة و تنظيف ما بين الأسنان وتنظيف مؤخرة اللسان كذلك بعد كل وجبة أو على الأقل مرتين يوميا، وإدا وجب استعمال المضمضة ومطهرات الفم وجب استعمالها بحدود بدون إفراط وبالطريقة التي تم ذكرها، وكذلك زيارة الطبيب كل ستة أشهر من أجل إزالة طبقة البلاك المتراكمة على الأسنان، أما العلاج بالنسبة للحالات المزمنة فيكون عن طريق فحص اللوز واللثة والقضاء على أي التهاب مزمن بهما تم إتباع العادات السليمة لتنظيف الفم .