الهجوم على صحيفة تشارلي الأسبوعية في العاصمة الفرنسية باريس احتل شاشات التلفاز و طبعت أحداثه على الصفحات الأولى في الجرائد اليومية العالمية، ففي يوم 7 من هذا الشهر دخل ثلاثة ملثمين إلى مقر الصحيفة، و أطلقوا عشرين رصاصة أودت بحياة 12 شخصاً و إصابة 10 آخرين، خلال هذا الهجوم قُتل أهم ثمانية رسامين في الصحيفة، و هم نفسهم أعضاء قاعة التحرير.
صحيفة تشارلي ايبدو و منذ بداياتها في عام 69 من القرن الماضي، اتخذت أسلوب السخرية منهاجا لتوجهاتها، فبين صفحاتها تنشر مواضيع تهكمية، و نكات خارجة عن الأدب العام، استهزاء شمل حتى الأديان السماوية، بهذا الأسلوب المثير للجدل أثارت الصحيفة الكثير من الزخم حولها، زخمٌ جلب لها مأساة متوقعه.
للأسف هذه الجريمة أرخت بظلالها بشكل سلبي على مسلمي فرنسا الذين لم يسلموا من الاعتداءات الوحشية عليهم من قبل متطرفين، فقد تعرضت المساجد لهجمات زعزعت أمن البلاد، فرنسا الآن تعيش حالة من عدم الاستقرار الطائفي، هذا ما دعا الرسام البرازيلي كارلوس لاتوف لإعادة صياغة ما يجري في فرنسا، و من بين السطور استنبط كارلوس ما فهمه مما يجري، فرسم كريكاتور يوضح ما حدث في تشارلي ايبدو بكلمات مختصرة.
“إنه ليس هجوم إرهابي، بل بداية حرب على الإسلام” و كأن هذه هي الكلمات التي أراد كارلوس صياغتها، و لكن أليس المتطرفون الإسلاميون هم سبب هذه الجلبة؟ أم أنهم مجرد شماعة تعلق عليها الاتهامات، هذا ما ستكشفه لنا الأيام القادمة.