“أمي الحنونة والطيبة، أغلى ما لدي في هذه الدنيا، أنا لا أريد أن أتعفن تحت التراب. لا أريد أن يتحول قلبى الشاب إلى غبار. توسلى بحيث يتم ترتيب أنه بمجرد أن يتم شنقى، سوف يتم أخذ قلبى والكلى والعيون والعظام وأى شىء يمكن زرعه بعيدا عن جسدى ويعطى شخصا يحتاج إليه كهدية. لا أريد أن يعرف المتلقى اسمى، أن يشترى لى باقة ورد، أو حتى يقوم بالدعاء لى. لا أريد أن يكون لي قبر في هذه الدنيا لاني لا أريدك أن تأتي وتحزني علي. لا تقومى بارتداء الملابس السوداء علىّ بعد وفاتي. وكافحي وابذلي قصارى جهدك يا أمي لتنسي أيامى الصعبة. وفي الأخير إمنحينى للريح العاتية لتسافر بي بعيدا».
هذه الكلمات ما هي إلا جزء صغير من الرسالة الصوتية، والتي كانت آخر ما قامت المرأة الإيرانية “ريحانة” بتقديمه إلى والدتها من داخل السجن، وذلك قبل تنفيذ حكم الإعدام عليها، والذي كان قرارا نهائيا من طرف السلطات الإيرانية، الذي لقي عدة إنتقادات واسعة وهجمات حقوقية من عدة أطراف ومنظمات وعلى رأسها منظمات حقوق المرأة.
قرار الإعدام على المرأة الإيرانية “ريحانة، جاء بعد قتلها لرجل مخابراتي من إيران، بعد أن حاول إغتصابها بمنزله بعدما كانت تقوم بإنجاز بعض الديكورات الخاصة، لتقوم السلطات الإيرانية بالقبض عليها وذلك سنة 2007 وكانت تبلغ آنذاك 19 عاما بتهمة القتل العمد، ولم تأخذ المحكمة بما قالته حول محاولة الإعتداء عليها، بسبب أنها لم تقدم أدلة قوية تثبت ذلك، لتقرر المحكمة في الأخير الحكم بالإعدام على “ريحانة”.
القرار عرف عدة تأجيلات منذ صدوره سنة 2007، بسبب الإنتقادات والإعتراضات التي تعرضت السلطات الإيرانية، وقد كانت الأمم المتحدة من بين هؤلاء المعارضين بحيث شككت في نزاهة القرار الصادر في حقها، إلى جانب أنه قام بعض الناشطين بجمع 200 الف توقيف لمنع إعدام ريحانة. لكن كل هاته التدخلات والأعتراضات باءت بالفشل، ليتم إعدام ريحانة السبت الماضي أي بتاريخ 25 أكتوبر 2014.