لله فى الأفاق آيات لعل أقلها هو إليه هداك , و لذلك يبعث لنا الله نفحات عدة كي نتقرب إليه و نلتمس منها كل طاعة و قرب و ننهل من الحسنات بقدر إستطاعتنا و فى هذه الأيام من نفحات الله علينا أن بعث لنا يوم عاشوراء الطيب المبارك و هو اليوم العاشر من شهر محرم .
يوم عاشوراء هو اليوم الذى نجي الله سبحانه و تعالى بعظيم فضله و جود كرمه نبينا موسي و قومه من فرعون و سحرته و جنوده و من جميل الشكر أن نعبد الله شكراً على نعمته فنصوم هذا اليوم شكر لله على نجات موسي عليه السلام .
و نحن نأخذ من نبينا المصطفى كل طيبٍ و قد كان صوم يوم عاشوراء فرض قبل أن يتم نزول صيام رمضان كفريضه فعندما قدم الرسول إلى المدينة وجد اليهود يصومون هذا اليوم فسأل عن سبب الصيام فأخبروه أنه يوم صالح لنجاة موسي عليه السلام فقال النبى ” أنا أحق بموسى منكم ” فصامه النبي , فلما فرض الصيام فى رمضان صار صيام يوم عاشوراء سنة مستحبة عن النبى صل الله عليه و سلم .
و لهذا اليوم أفاضل عظيمة قد ذكرها الحبيب المصطفى حثاً لأمته كى يصوموا هذا اليوم فقد ورد أحاديث فى فضل هذا اليوم منها عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ”. صحيح مسلم
وجاء عن عمر بن صهبان، عن زيد بن أسلم، عن عياض بن عبدالله، عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من صام يوم عرفة غفر له سنة أمامه وسنة خلفه، ومن صام عاشوراء غفر له سنة”.صحيح الترغيب
و لأتمام العمل الصالح و للتقرب أكثر من الله أكثر و أكثر يستحب صيام يوم قبله و يوم بعده , و لكن التفرد بصيام عاشوراء يقضى الغفران و عظيم الثواب من الله عزوجل , فنجد فى حديث النبى أن صيام هذا اليوم الصالح و أداء الطاعات و إقتطاعه خالصاً لله عزوجل يكون جزائه مغفرة سنة كاملة .
منن الله لا تحصي و لا تعد و نفحاته التى يبعث لعباده رحمة و تيسيراً لهم لا يضاهيها شئ و لا يقدر العبد على شكر نعمةٍ واحدة من نعم الله عليه , فتقربوا لله فى هذا اليوم الكريم و ثابروا للطاعة و أن تنهلوا من الرحمن كل جزاء جميل .