كسر المصريون من خلال ثورتيهم في 25 يناير و30 يونيو حاجز كلمة الرئيس الراحل، وإتبدلوه بالرئيس السابق والأسبق، بعد أن أجبروا نظامين متتالين على الرحيل عن السلطة، في مشهدين لم تعتد عليهما مصر منذ نشأتها.
حيث لقب كل رؤسائها وملوكها السابقين ما قبل ثورتي 25 يناير و30 يونيو بالراحلين، وذلك لأن المنصب الرئاسي لم يكن يتركه الحاكم سوى بعد وفاته، فكانت مصر تعيش وهي لا تعرف لها حاكماً سابقاً أو أسبقاً.
إلا أن الأمر قد تغير الآن، فالملك فاروق كان قد منح إبنه وولي عهده أحمد فؤاد حكم مصر، لكن الأخير كان لا يزال طفلاً رضيعاً، مما أدى إلى تشكيل مجلس وصاية على عرش مصر يقوم بإدارتها تحت إسم الملك أحمد فؤاد، وبعد ذلك ألغيت الملكية بقيام ثورة 1952 وأعلنت مصر جمهورية عام 1954.
وتشهد هذه الحقبة من التاريخ إختلافاً واسعاً بين المؤرخين، فمنهم من يرى ان الملك فاروق هو آخر ملوك مصر بإعتباره آخر ملك حكمها بشخصه، بينما يرى آخرون أن نجله أحمد فؤاد هو آخر ملوك مصر بعد أن تم تشكيل مجلس وصاية للعرش يحكم البلاد بإسمه.
إلا أن سفير مصر بالنمسا قد حسم هذا الأمر يوم 4 سبتمبر الماضي وقام بمنح الأمير أحمد فؤاد جواز سفر دبلوماسي، في إشارة بإعتراف مصر رسميا به كآخر ملك لها، بحسب ما أوردت قناة العربية.
ليليه بعد ذلك كثاني رئيس يحكم مصر محمد حسني مبارك والذي يحمل صفة أسبق وتمت الإطاحة به من منصب رئيس الجمهورية عقب إحتجاجات واسعة النطاق خلال ثورة 25 يناير، ثم تولى بعده المشير محمد حسين طنطاوي مهام رئاسة مصر ليكون الحاكم الثالث لها الذي ينول صفة سابق وهو على قيد الحياة.
وتلى طنطاوي الرئيس الأسبق محمد مرسي الذي حكم مصر لعامٍ واحد وتمت الإطاحة به بواسطة الجيش في 3 يوليو 2013 بعد إحتجاجات شعبية عمت البلاد إحتجاجاً على سياساته، حيث حمل مرسي لقب أسبق خلال فترة لم تتجاوز العام والنصف وكان رابع رؤساء مصر السابقين على قيد الحياة.
حل بعده رئيس المحكمة الدستورية العليا وآخر رؤساء مصر السابقين المستشار عدلي منصور، والذي عين عقب ثورة 30 من يونيو ضمن خارطة طريق اعدها الجيش بالإتفاق مع القوى الوطنية والسياسية بالبلاد، إلى أن قام بتسليم السلطة للرئيس الجديد لمصر عبد الفتاح السيسي، الذي إكتسح آخر إنتخابات رئاسية أجريت في البلاد بأكثر من 90% .
http://www.youtube.com/watch?v=9xCk8rxtWRc