في يوم من الأيام ذهب طفل في الصف الثاني الإبتدائي إلى مدرسته، وبدأت الحصة الأولى ودخل الأستاذ، ولسبب ما انزعج من الطلاب وقرر معاقبتهم جميعاً، فقام بضربهم واحداً تلو الآخر حتى جاء دور هذا الطفل.
وما إن همَّ المُدرس بضرب الولد وامره بفتح يديه ليضربه بالعصا، رفض بشدة وقال “لن تضربني”، فغضب الأستاذ وقال له مرة أخرى “افتح يديك” فقال له “لا لن تستطيع ضربي” فقال “افتح يديك وإلا..” فقال الولد “والله لن تستطيع ضربي”، وما زال الولد مُصراً على ذلك حتى سأله المعلم “لماذا لن استطيع؟” فرّد عليه الولد برّد جعل جسده يقشعر من الخشوع والإنبهار من فطانة هذا الطفل الذي لم يتعدى السابعة من عمره.
قال له الولد؛ ألم تسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه “من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله” وأنا صليت الفجر في المسجد ولم ارتكب ذنباً يستحق العقاب، إذاً أنا في حفظ الله وحمايته.
فتعجب المعلم من فطانة هذا الطفل وذكاءه وامره بإستدعاء ولي أمره ليشكره على حسن تربيته، فلما جاء والده لم يظهر على وجهه أي علامات تدل على تقواه، فقال الولد “إنه لا يصلي معنا” فحكى المُدرس له القصة وما كان منهم إلا أن هداهما الله على يدي طفل صغير.
لذلك يجب دائماً أن نحُث أطفالنا على أفضل الأعمال؛ ألا وهي الصلاة، ونذكرهم بفضلها وبفضل أداءها في المساجد، فهذا يربي فيهم أجمل القيم والأخلاق.