منذ أيام ظهرت نتيجة الثانوية العامة، فرح البعض و حزن آخرون، امتلأت بيوت بالبهجة و السعادة و أخرى تبكي على حلم التفوق و التميز الذي ضاع لسبب أو لآخر، ما هي الفرص المتاحة أمام طالب الثانوية العامة سابقاً و خريج الكلية مستقبلاً في ضوء ما تعيشه مصر من أزمات و في ظل نظام التعليم و علاقته بسوق العمل.
نحاول في هذا المقال أن نسلط الرؤية على بعض الفرص أو التي يراها البعض كذلك و نضئ بعض الجوانب لمن يبحث عن أجوبة لأسئلته، إذا كنت قد حصلت على درجات مرتفعة فوق 97% سواء في القسم العلمي علوم أو علمي رياضيات فأنت على أعتاب دخول ما اصطلح عليه باسم كليات القمة و هي أولا الطب ثم طب الأسنان و الصيدلة و الطب البيطري – بالتأكيد أنت تعرف ذلك – و على الجانب الآخر الهندسة.
سنناقش مسألة الاختيار بين الكليات على عجل لاحقاً لكن بداية يجب تصحيح ظن خاطئ لدى البعض، لا تظن أن بدخولك الكلية قد وصلت لما تتمنى و أن الحياة ستكون وردية و أن أقصى جهدك قد بذلته في الثانوية، اعلم يا صديقي أنك بدخولك كلية مما سبق فأنت على أعتاب نموذج آخر من الدراسة و بذل الجهد و الوقت و التضحية بكثير مما كنت تتمتع به سابقاً و كما قال الشاعر ” لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر “.
الاختيار عند الكثيرين سيكون لأعلى الكليات تنسيقاً و التي يمكنه مجموعه من اللحاق بها و هي في هذه الحالة كلية الطب، باختصار كلية القمة الأولى و حلم الكثيرين منذ الصغر و أسمى ما يمكن تعلمه و دراسته، لكن اعلم أن امامك ست سنوات من الدراسة الصعبة بحق و سنة من التدريب تحتاج للصبر و عدم اليأس و التحمل و المذاكرة و الفهم لساعات طويلة تخرج بعدها لتجد وظيفة تنتظرك، لكن لا تتعجل فلن تحصل على الكثير، فخريجو كلية الطب يكافحون منذ زمن لضمان مرتبات تليق بهم كما هو الحال في كافة دول العالم لكن يبدو أن الأنظمة المتعاقبة لها رأي آخر و آخرها كما تعلم ” مفييش “، لكن أمامك فرصة السفر للخارج لتحصل على أعلى الرواتب بين كل المهن أو بدء عملك الخاص و هو ما سيوفر لك المال باذن الله متى كنت طبيباً مخلصاً و مجتهداً ، و إذا لم تكن تبحث عن المال كغاية أولى فلديك الوضع الاجتماعي المتميز و الاحترام و حصالة الثواب في كل من ستعالجه ابتغاء مرضاة الله تعالى.
كلية طب الأسنان و الصيدلة كلاهما الدراسة فيهما أقل من الطب كماً و كيفاً لكنهما بالتأكيد أكثر من غيرهما و تحتاجان للكد و للتعب، فرص العمل كبيرة و متنوعة، يراهما البعض أكثر راحة من الطب و تفضلها عائلات كثيرة لبناتها الذين لا يرغبون لهم بالـ ” بهدلة “، يمكنك الخروج من كلية الصيدلة لتعمل في مصنع أو شركة للأدوية ان كنت تملك ” واسطة ” أو العمل كمندوب للأدوية أو يمكنك افتتاح صيدلية خاصة بك لتبدأ عملك الخاص، الطب البيطري له فرص كبيرة كذلك في سوق العمل سواء في المزارع البيطرية أو شركات الأدوية كذلك لكنها بالتأكيد أقل من فرص الكليات السابقة بشكل ما.
كلية الهندسة مجالات متعددة و كبيرة و رغبة لدى العديد من الطلبة أثناء فترة دراستهم، الأنسب لها و لسوق العمل بعدها الذكور بشكل أكبر من الإناث، فرص الحصول على عمل ليست بالسهلة و خصوصاً بدون العديد من الكورسات أو الدورات فلن تؤهلك الكلية كما تظن لسوق العمل خصوصاً الخاص منه بسهولة و أحياناً سيكون عليك تعلم أشياء جديدة مختلفة عما كنت تدرسه في الكلية بشكل كبير و تشترك مع سابقاتها بوجوب العمل فيها بكد و تعب حتى تحصل على ما تريد بعد انهاء سنوات دراستها الخمس.
هذا سرد مختصر للغاية لظروف الدراسة و العمل لن يكفي بالطبع أو يغني عن البحث و التفكير في الفرص المتاحة و ما يناسبك منها و ما ترغب فيه، و بالتأكيد ليست هذه الأسطر القلائل كافية لتحدد لك مستقبلك لكنها ربما تجيب عن بعض تساؤلاتك، و اعلم أن الرزق و التوفيق دائماً بيد الله تعالى و تذكر دائماً استخارة الله تعالى في كل ما تريد أن تأخذ من قرارات.
انتم بتوصلو للتعقيد واﻻحباط
معلومات قيمة جزاك الله خيرا
ربنا يجازيك كل خير