مقولة قالها أحد السائقين عند سؤاله عن رأيه فى رفع أسعار البنزين، فرد قائلا “عهد مرسي أزمات وعهد السيسي هباب”، وهذا الرأى يتوافق مع رأى عدد كبير من المصريين، فى ظل خيبة الأمل التي أصابت معظم المصريين خلال الثلاث أعوام السابقة.
عقب نجاح ثورة 25 يناير تفائل معظم المصريين بأنه أخيرا سيعيش الإنسان المصري في رخاء وأمان، وستتحقق مطالبه فى العيش بكرامه مثل باقي دول العالم، وليس فى بلد يحكمها رجال الأعمال والمحتكرين للسوق كما فى عهد مبارك.
ولكن سرعان ما تبدل هذا التفاؤل ليصبح غضبا في ظل حكم الإخوان، فقد صرح الإخوان بعد الثورة بعدم الترشح للحكم، ولكنهم غيروا وعدهم وترشحوا لإنتخابات الرئاسة، وفجاء بعد ثورة يناير وإعلان فوز المرشح محمد مرسى بالإنتخابات الرئاسية، ووعود منه بتحقيق العدالة الإجتماعية وتحقيق مطالب الشعب، وأنه لن يكون منحاز لحزب أو جماعة معينة مثل جماعة الإخوان.
وبمجرد توليه الحكم قامت جماعة الإخوان بخلع القناع من على وجهها، وظهور الوجه الحقيقي الذى يسعى إلى الحصول على السلطة والبقاء فيها بأى شكل، وتعاملوا مع المصريين بصورة غبية مثل تعاملهم مع مظاهرات الإتحادية، وجعل أعوانهم يعتدون على المتظاهرين بالضرب وخلع خيام الإعتصام.
وبعد ذلك نرى تدخل مكتب الإرشاد فى حكم مصر وصدور إعلان دستوري كتبه مكتب الإرشاد، ولم يعلم عنه المستشارين القانونيين ولا أى شخص من داخل الرئاسة شىء عنه، وعندما قام الشعب المصري بمظاهرات 30 يونيو، خرج بخطاب شرعية كان مستفذ للشعب المصري بدلا من خروجه بحل يرضي المصريين.
وقام وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى بإبعاد الإخوان المسلمين عن السلطة، وملاحقة كل قيادات الإخوان والقبض عليهم، وإغلاق كافة القنوات الإسلامية وهذا جعل الناس تتسائل أين حرية الإعلام، وإذا كانت هذه القنوات محرضة على العنف، لماذا لم يكن ليقبل مثل هذه القرار إذا إتخذه مرسى لإغلاق قنوات يرى أنها محرضة على العنف هو الآخر.
ولكن نتيجة لقرارات السيسي إرتاح الشعب المصري من حكم الاخوان وخروجهم من السلطة نهائيا، ويقوم السيسى وكبار السياسيين فى مصر بطمئنة الناس بأنه سيتم إنشاء ديموقراطية حقيقية فى مصر، وحل لكل الأزمات من غلاء أسعار ومشكلة قطع كهرباء وغيرها من مشاكل الحياة التي يعاني منها الشعب المصري.
وأعلن السيسي أنه ليس طامعا فى السلطة وأنه لن يترشح للرئاسة، وعندما جاءت إنتخابات الرئاسة ترشح لها مغيرا موقفه هو الآخر مثلما فعلت جماعة الإخوان من قبل، وتم إعلان عبد الفتاح السيسي رئيسا للجمهورية بعد اجراء الإنتخابات، وكان معظم فئات الشعب المصري تسانده خصوصا الطبقات الفقيرة، ولكن الشباب هم من كانوا معارضين له فقط وفاز بإكتساح وبدون وجود أى منافسة حقيقية.
عم الفرح فى أنحاء مصر عقب تولي السيسي الرئاسة، ولكن سرعان ما تحول الفرح والتفاؤل إلى حزن وهم شعر به كل المصريين، بسبب قرارت يتم إتخاذها وأزمات تزيد الكهرباء تقطع كل يوم بالمرتين والثلاث مرات ورفع أسعار الوقود ورفع أسعار الغاز وفرض ضرائب على المصريين، ونية فى رفع أسعار الدواء ونقص فى أنواع كثيرة من الأدوية وإنفلات أمني وإنفجارات كل يوم.
وحال الناس يقول كيف نعيش فى ظل هذا التضخم في الأسعار، وغلاء المعيشة وعدم محاسبة رجال الأعمال الذين نهبوا مصر طوال عقود، وملاحقة لكل ناشط سياسي وإعتباره إرهابى أو محرض على العنف، وإستمرار الحكومة بإصدار قرارات تزيد من صعوبة الحياه أكثر على الناس.
فهل هناك أى تغير أو تحسن بين عهد مرسى وعهد السيسى؟، أم ستظل مصر تحكم دائما من حكام لم ولن ينصروا المصريين الفقراء.