لماذا لا تستطيع الأندية التونسية المنافسة ماليًا – حتى داخل إفريقيا؟

لماذا لا تستطيع الأندية التونسية المنافسة ماليًا – حتى داخل إفريقيا؟

تعاني الأندية التونسية من ضائقة مالية، حتى بالمقارنة مع منافسيها الأفارقة الذين يمتلكون قواعد جماهيرية أصغر بكثير. لا يمكن لميزانياتها أن تضاهي عمالقة مصر أو الفرق المغربية المدعومة بشكل جيد. صفقات البث ضئيلة، والرعاية نادرة، والديون شائعة. يريد المشجعون النتائج، لكن الأندية لا تستطيع الدفع لأفضل اللاعبين أو الموظفين. هذا ليس مجرد سوء حظ – إنه نظام يحتاج إلى إصلاح. دعنا نوضح لك بالضبط لماذا تكافح الفرق التونسية للمنافسة مالياً حتى على المستوى القاري. إذا كنت مشجعاً أو مستثمراً أو مجرد فضولي بشأن اقتصاديات كرة القدم الأفريقية، ستحتاج إلى فهم هذه الحقائق الصعبة.

عائدات البث المحدودة

تحصل الأندية التونسية على مبالغ زهيدة من حقوق البث التلفزيوني. الصفقات المحلية تجلب عائدات أقل بكثير مما تحصل عليه الفرق المصرية أو الجنوب أفريقية. يمكن أن يكون الرهان الإلكتروني في تونس فرصة مهمة لزيادة الدخل وجذب جماهير جديدة إذا تم تنظيمه ودعمه بشكل جيد. هذه الفجوة ليست مجردة، بل هي الفرق بين التعاقد مع مدرب كبير أو الاكتفاء بخيار أرخص وعديم الخبرة. لا يمكن للأندية التفاوض على عقود قوية لأن نسبة المشاهدة في الداخل مجزأة والرعاة يرون قيمة محدودة.

نادراً ما تلتقط هيئات البث الدولية مباريات الدوري التونسي، مما يقلص الأسواق المحتملة. تقدم مسابقات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم جوائز مالية ضئيلة في الجولات الأولى، مما يجعل التقدم رهاناً محفوفاً بالمخاطر دون تدفقات إيرادات موثوقة. وغالباً ما تعيش الأندية على مبدأ “اليد للفم”، غير قادرة على التخطيط على المدى الطويل. وبينما تتعاقد الدوريات الأفريقية الأغنى مع نجوم القارة، تضطر الفرق التونسية إلى المقامرة على مواهب غير مثبتة أو لاعبين مخضرمين رخيصين.

القيود الاقتصادية في تونس

يضع اقتصاد البلاد قيوداً صارمة على ميزانيات الأندية. فالشركات لا تملك جيوباً كبيرة للاستثمار في التسويق الرياضي. وهذا له عواقب واقعية:

  • صفقات الرعاية صغيرة وغالباً ما تكون قصيرة الأجل.
  • إيرادات البوابات منخفضة بسبب محدودية الدخل المتاح للمشجعين.
  • انخفاض قيمة العملة يرفع تكاليف استيراد المعدات واللاعبين الأجانب.

لا تستطيع الأندية سد هذه الفجوات بسهولة. وينتهي بهم الأمر عالقين في دائرة من الإصلاحات قصيرة الأجل والأجور غير المدفوعة. كما أن هذه البيئة تخيف المستثمرين المحتملين الذين يرون مخاطرة كبيرة وعائداً ضئيلاً للغاية. إذا أرادت تونس أن تنافس أنديتها مالياً في إفريقيا، فإن اقتصاد كرة القدم في تونس يحتاج إلى أكثر من مجرد الأمل، فهو يحتاج إلى تغيير هيكلي واستثمار حقيقي.

المشاكل الهيكلية في إدارة الأندية

تواجه الأندية التونسية مشاكل إدارية عميقة الجذور تستنزف الموارد وتقضي على النمو. تفتقر معظم مجالس الإدارة إلى الخبرة المهنية في مجال الأعمال الرياضية. الرقابة المالية ضعيفة، مع القليل من الشفافية أو الاستراتيجية طويلة الأجل. ونادراً ما تخطط هذه الأندية للمستقبل أو تبني نماذج مستدامة. وبدلاً من ذلك، فإنها تلاحق الانتصارات قصيرة الأجل وترميم الديون دون إصلاح العيوب الأساسية. هذه الثقافة تجعلهم عرضة للأزمات عندما تنخفض النتائج أو عندما ينسحب الرعاة.

ضعف التخطيط المالي

الميزانيات في العديد من الأندية التونسية فوضوية أو غير واقعية. فغالباً ما يبالغ المسؤولون في وعودهم بشأن أجور اللاعبين أو المكافآت التي لا يستطيعون تحملها. وعندما تنخفض الإيرادات، تتحول هذه الالتزامات إلى ديون تتفاقم بسرعة. التأخير في الدفع يضر بمصداقية اللاعبين والموظفين.

تفشل الأندية أيضاً في تحديد أولويات واضحة. فالأموال التي يمكن أن تذهب إلى أنظمة الشباب أو منشآت التدريب يتم إنفاقها على التعاقدات قصيرة الأجل. هناك القليل من الاستثمار في التسويق أو مشاركة الجماهير لزيادة الإيرادات. وبدون التخطيط السليم، لا تستطيع الأندية تحقيق الاستقرار أو جذب مستثمرين جادين. وبدلاً من ذلك، فإنها تترنح من موسم إلى آخر أملاً في حل سريع.

ضعف استثمار تنمية المواهب الشابة

تنتج تونس المواهب ولكنها لا تستفيد منها إلا قليلاً. وغالباً ما تخسر الأندية لاعبين واعدين مقابل أجور زهيدة لأنها تفتقر إلى شبكات استكشاف قوية في الخارج. التسرع في المفاوضات، حيث يدفع وكلاء اللاعبين للرحيل بسرعة مقابل عروض منخفضة.

تعاني مرافق التدريب والتدريب من نقص التمويل، مما يحد من تطوير اللاعبين. عدد قليل من الأندية لديها البنية اللازمة لكسب بنود البيع أو الاحتفاظ بأفضل المواهب لفترة أطول. والنتيجة هي فرصة ضائعة لخلق مصادر دخل موثوقة. فبدون تخطيط أفضل، تظل أنظمة الشباب رخيصة وغير فعالة، وتفشل في تعزيز النمو المالي.

محدودية الدعم الحكومي

تحصل الأندية التونسية على القليل من المساعدة من الدولة. التمويل العام محدود وغير متناسق، مع عدم وجود استراتيجية واضحة لتعزيز كرة القدم المحلية. على عكس الدول المجاورة في شمال إفريقيا التي لديها رعاة مرتبطين بالدولة أو دعم مباشر، نادراً ما تتدخل الحكومة التونسية لتغطية الديون أو تمويل البنية التحتية. تعتمد الأندية على مبيعات التذاكر وصفقات الرعاية الصغيرة التي لا تغطي التكاليف المتزايدة.

هذا النقص في الدعم يحد من الاستثمار في الملاعب وملاعب التدريب وأكاديميات الشباب. غالباً ما تمتلك البلديات الملاعب ولكنها نادراً ما تقوم بتحديثها. وهذا يؤدي إلى ابتعاد المشجعين عن الملاعب ويقلل من إيرادات المباريات بشكل أكبر. بدون دعم موثوق به، لا تستطيع الأندية التخطيط على المدى الطويل أو مواجهة المواسم السيئة. ويجبرهم نهج عدم التدخل هذا على الاعتماد على الإصلاحات قصيرة الأجل أو القروض أو المساهمات الشخصية من رؤساء الأندية. وهذا يترك الفرق هشة، ودائماً ما تكون على بعد أزمة واحدة من الانهيار.

المنافسة من الدوريات الخليجية

اللاعبون التونسيون أهداف رئيسية للأندية الخليجية. الرواتب في المملكة العربية السعودية أو قطر تقزم ما يمكن أن تقدمه الفرق المحلية. يغادر اللاعبون الطموحون مبكراً، مما يستنزف الدوري من أفضل المواهب. تكافح الأندية للتفاوض على رسوم انتقالات عالية، وغالباً ما تكتفي بالبيع السريع.

فقدان اللاعبين ذوي الجودة العالية يضعف المنتج المحلي. يرى المشجعون كرة قدم ذات مستوى أقل، مما يضر بالاهتمام والإيرادات. ويبتعد الرعاة عن الدوريات الضعيفة التي لا يوجد بها نجوم للترويج لها. وبمرور الوقت، يحد استنزاف المواهب هذا من النتائج الرياضية والنمو المالي على حد سواء، مما يدفع الأندية التونسية إلى مزيد من التخلف.

الحاجة إلى استراتيجيات جديدة

يجب على الأندية التونسية تغيير طريقة عملها لتبقى قادرة على المنافسة. فهي تحتاج إلى إدارة محترفة، وتخطيط مالي أفضل، واستثمار طويل الأمد في المواهب. وبدون هذه الخطوات، ستستمر في التخلف حتى على الساحة الأفريقية.