“اكتشف الآن” حكم الاحتفال بيوم شم النسيم.. الإفتاء والأزهر يوضحان الشرعية.

“اكتشف الآن” حكم الاحتفال بيوم شم النسيم.. الإفتاء والأزهر يوضحان الشرعية.

يتساءل كثيرون عن مدى جواز الاحتفال بيوم شم النسيم، خاصةً مع اقتراب هذا اليوم من كل عام. يثير هذا الموضوع جدلًا واسعًا، ولكن الأزهر الشريف ودار الإفتاء قد قاما بتوضيح الرؤية الشرعية حول الاحتفال، مُبينين المخاوف والأسئلة التي تُطرح بشكل متكرر فيما يتعلق بصحة هذه الاحتفالات وأحكامها الشرعية.

الحكم الشرعي للاحتفال بيوم شم النسيم

وفقًا لبيان دار الإفتاء المصرية، يُعتبر يوم شم النسيم تقليدًا مصريًا له طابع اجتماعي يتسم بغياب أي طقوس تخالف التعاليم الشرعية. إذ لا يرتبط الاحتفال بأي معتقد ديني ينافي الثوابت الإسلامية. بل إن المصريين يحتفلون بقدوم فصل الربيع كتعبير عن فرحتهم وبغرض الاستمتاع وقضاء أوقات مميزة مع الأهل والأصدقاء، وزيارة الحدائق والخروجات.

قد سلطت دار الإفتاء الضوء على عدة عادات وممارسات تمارس خلال هذا اليوم، مثل تلوين البيض وتناول السمك، مُشيرة إلى أن هذه الأمور تُعتبر مسموح بها شرعًا. علاوة على ذلك، يتم تشجيع بعض هذه الأنشطة من خلال الشريعة، حيث تُعزز قيم صلة الأرحام والتواصل الاجتماعي، وهو ما يُكافأ عليه الإنسان برحمة وأجر عظيم.

كما أن الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه كان يُحث المصريين على الخروج للاستمتاع بأجواء الربيع في كل عام، مما يُظهر أهمية هذا التوقيت في ثقافة المجتمع المصري.

المفهوم الأساسي للاحتفال بشم النسيم هو الاحتفاء بقدوم الربيع، وهو تقليد اجتماعي يمتد لآلاف السنين. وقد احتفلت به حضارات متعددة في تاريخها، حيث كان يُعرف بأسماء متنوعة، فقد أطلق عليه المصريون القدماء اسم “عيد شموس” أو “بعث الحياة”، بينما يُعرف لدى البابليين والآشوريين بـ “عيد ذبح الخروف”، كما ارتبط عند اليهود بعيد الفصح، وعند الرومان بعيد القمر.

التوازن بين الهوية الدينية والعادات الاجتماعية

أكدت دار الإفتاء أن المسلمين لم يُظهروا نية لمخالفة العادات السائدة في المجتمعات التي دخلها الإسلام، طالما أنها لا تتعارض مع مبادئ الشريعة. إن الهدف كان دائمًا التركيز على الاندماج والتعايش مع المجتمعات المحلية، دون التفريط في الهوية الدينية. عندما يتزامن الاعتدال الربيعي مع فترة صوم المسيحيين، أصبح من العادة أن يحتفل المصريون بشم النسيم بعد انتهاء الصيام المسيحي، مما يعكس روح الوحدة والتآخي بين جميع فئات المجتمع.

الكثير من علماء الأزهر الشريف خرجوا مشددين على جواز الاحتفال بشم النسيم وعدم وجود أي موانع شرعية للقيام بذلك، وهو ما يعزز الفهم الجديد الذي يتبناه المجتمع تجاه هذه المناسبة.

يظل يوم شم النسيم رمزًا للتواصل الاجتماعي بين المصريين، حيث يُعد فرصة للتجمع والاحتفال بعيدًا عن الفوارق الدينية والثقافية، مما يُعتبر جزءًا من الهوية الثقافية والوطنية.

في الختام، يُعتبر الاحتفال بشم النسيم فرصة رائعة لتفعيل قيم التواصل والمحبة بين الأفراد. يُرجى من الجميع الاحتفاء بهذا اليوم بما يتوافق مع تعاليم الدين وقيم المجتمع، مما يُسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية وكسر الحواجز الثقافية. فليكن يوم شم النسيم مناسبة لتعزيز الوحدة والتلاحم مع الحفاظ على الخصوصية الدينية.