“اكتشف الآن” مصر تزرع الجامون .. حكاية فاكهة هندية تسطع في الأراضي المحلية

“اكتشف الآن” مصر تزرع الجامون .. حكاية فاكهة هندية تسطع في الأراضي المحلية

تعتبر فاكهة الجامون إحدى الفواكه الاستوائية النادرة التي بدأت تظهر في مصر بمبادرة من عدد من المزارع الخاصة. تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية الدولة للتوجه نحو زراعة المحاصيل الاستوائية، والتي باتت مهمة للغاية نظرًا للتغيرات المناخية التي شهدتها مصر مؤخرًا. وفي هذا المقال، سنقوم بالتعرف أكثر على هذه الفاكهة الفريدة من نوعها، ونتناول بعض التفاصيل المتعلقة بزراعتها وفوائدها الغذائية.

ما هي فاكهة الجامون

فاكهة الجامون، المعروفة أيضا باسم “جوز جافا” أو “البرقوق الأسود الهندي”، تعتبر من الفواكه الاستوائية الصيفية التي يعود أصلها إلى الهند. لقد شهدت هذه الفاكهة خلال السنوات القليلة الماضية انتشارًا ملحوظًا في عدة دول، مما يعكس زيادة الاهتمام بالمحاصيل الاستوائية وتنوع الفواكه المتاحة في الأسواق العالمية. يتميز شكل فاكهة الجامون بتشابهه مع البرقوق، حيث يكون لونها أخضر فاتح في بدايات نموها ثم يتحول تدريجيًا إلى اللون الوردي ثم إلى البنفسجي الداكن عند النضوج. البذور داخل الثمرة كبيرة وبعضها لها لب ناعم يميل إلى اللون الوردي أو الأبيض، بينما تتمتع الفاكهة بمذاق يمزج بين الحلاوة والحموضة، مما يجعلها محط اهتمام الكثيرين.

ظهور فاكهة الجامون في مصر

حتى الآن، تُزرع فاكهة الجامون في مصر بشكل تجريبي من قبل مجموعة من المستثمرين الزراعيين الذين يسعون لتعزيز تنوع المحاصيل الزراعية. لا يزال الوعي بفوائدها محدودًا، مما أدى إلى تدني الطلب عليها، فالجامون ليست فاكهة شائعة وقدرتها على النمو تتطلب وقتًا، مما يجعل العديد من المزارعين يفضلون أنواعًا أسرع في الإنتاج. ومع ذلك، فإن التوجه العالمي نحو الغذاء الصحي قد يعزز الطلب على فاكهة الجامون، حيث تُعرض الآن في بعض السلاسل التجارية الكبيرة. ويتم العمل على إدخالها في السوق المصري من خلال الاستيراد في خطوة تهدف لتوسيع خيارات المستهلكين.

المناطق الزراعية المناسبة لفاكهة الجامون

تشهد بعض المناطق في مصر جهودًا لزراعة فاكهة الجامون، بما في ذلك محافظة الفيوم التي تتلاءم أجواؤها مع احتياجات هذه الفاكهة. كما تجرى تجارب زراعتها أيضًا في بعض محافظات الصعيد مثل الأقصر وأسوان، حيث تسهم البيئة الرملية في دعم نموها. بالإضافة إلى ذلك، هناك محاولات تجرى في وادي النطرون ومزارع مخصصة للنباتات الاستوائية في الشرقية، مما يعكس تنوع المناخ والتضاريس في البلاد.

شروط مهمة لنجاح زراعة فاكهة الجامون

يمكن أن يصل ارتفاع شجرة فاكهة الجامون إلى 30 مترًا، وهي تعيش لفترة تزيد عن قرن في البيئات الاستوائية. تحتاج الشجرة إلى تربة رملية خفيفة، مع ضرورة توفر تصريف جيد للمياه. كما يُفضل أن تزرع في تربة ذات درجة حموضة معتدلة إلى حمضية، حيث تحقق نتائج أفضل في المناطق التي تتراوح فيها درجات الحرارة بين 20 و32 درجة مئوية، مع قدرتها على تحمل درجات حرارة تتراوح بين 12 و48 درجة مئوية.

فوائد عديدة لتناول فاكهة الجامون

أثبتت العديد من الدراسات أن فاكهة الجامون تحمل فوائد صحية كبيرة، من بينها

غناها بمضادات الأكسدة، مما يساعد على حماية الجسم من الجذور الحرة الضارة التي تساهم في تلف الخلايا وأمراض مزمنة.
تحسين عملية الهضم، حيث تحتوي على نسب مرتفعة من الألياف مما يعزز صحة الجهاز الهضمي.
مساهمتها في ضبط مستويات السكر في الدم عن طريق تحسين مستويات الأنسولين.
تعزيز المناعة، بفضل محتواها العالي من فيتامين سي، مما يدعم إنتاج خلايا الدم البيضاء ويعزز قدرة الجسم على محاربة الأمراض والالتهابات.

بإيجاز، تُعتبر فاكهة الجامون إضافة جديدة ومميزة للمحاصيل الزراعية المصرية، وهي تحمل إمكانيات واعدة في ظل التوجه نحو غذاء صحي. نتمنى أن يزداد الاهتمام بها، وأن يساهم الوعي بفوائدها في رفع الطلب عليها في السوق.

في النهاية، يجب أن ندرج فاكهة الجامون ضمن قائمة الفواكه التي نحرص على تجربتها لتعزيز أسلوب الحياة الصحي. مع جهود المزارعين والمستثمرين، سنرى قريبًا هذه الفاكهة الفريدة تُحقق مكانتها على مائدة المصريين وتأخذ دورها في السوق الزراعي.