فرصة استثنائية بقيادة وليد جمال.. محور قناة السويس يستقطب 8.3 مليار دولار استثمارات مباشرة

أعلنت الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس عن نجاح كبير في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال الفترة من 2022 إلى 2025، مما يعكس جهود رئيس الهيئة وليد جمال الدين في جذب هذه الاستثمارات. لقد مثلت السنوات السابقة نقطة تحول في تعزيز الاقتصاد الوطني، حيث شهدت تدفقات استثمارية متنوعة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة وخلق فرص عمل جديدة.

تحليل استثمارات قناة السويس

نجحت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في جذب الاستثمارات من خلال تنفيذ حوالي 272 مشروعاً، مما أدى إلى تسجيل تعاقدات فعلية تقدر قيمتها الإجمالية بحوالي 8.3 مليار دولار على مدى 33 شهراً. ترتكز هذه المشروعات في مناطق صناعية وموانئ داخل محور قناة السويس، حيث تُعتبر إحدى الركائز الأساسية في الاستراتيجية الاقتصادية للدولة.

توزعت هذه المبادرات الاستثمارية بين 262 مشروعا ضمن المناطق الصناعية بإجمالي استثمارات تقدر بـ 6.8 مليار دولار، بالإضافة إلى 10 مشروعات في الموانئ باستثمارات تقدر بنحو 1.51 مليار دولار. كما يساهم هذا التوسع في خلق أكثر من 40 ألف فرصة عمل مباشرة، مما يعكس الدور الحيوي للمحور في الاقتصاد الوطني.

تنوع المشروعات والقطاعات المستهدفة

تتسم الاستثمارات الجديدة بالتنوع حيث تشمل قطاعات صناعية وخدمية ولوجستية، بالإضافة إلى مشروعات الطاقة الخضراء. في المناطق الصناعية بمحور قناة السويس، نجد مجموعة من الصناعات التحويلية والتقنية التي تشمل قطاعات مثل الصناعات الهندسية والكيماوية والنسيجية والزراعية. كما تسهم المشروعات الخدمية واللوجستية في دعم سلاسل الإمداد والتصدير.

أصبح محور قناة السويس وجهة بارزة لمشروعات الطاقة النظيفة، مثل الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، حيث تم توقيع اتفاقيات مع شركات دولية كبرى لإنشاء مجمعات لإنتاج الوقود الأخضر. تتماشى هذه المشاريع مع الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة وتعزيز مكانة مصر كمركز صناعي وتجاري عالمي.

أبرز المشروعات الكبرى واتفاقيات الشراكة باقتصادية قناة السويس

ركزت الهيئة على اختيار الأولويات الاستثمارية بناءً على العائد الاستثماري والأهمية الاستراتيجية لتلك المشاريع. ومن أبرز هذه المشاريع

1. مجمع “شين فينج” للصناعات المعدنية السخنة

• الاستثمار 1.65 مليار دولار

• المساحة 3.75 مليون متر مربع

• المكونات يتضمن 9 مصانع لإنتاج مكونات سيارات وأجهزة منزلية، بالإضافة إلى مركزين للخدمات مثل البحث والتطوير وإعادة تدوير النفايات.

• فرص العمل 8,000 فرصة مباشرة

• المدة الزمنية يتم التنفيذ على مرحلتين خلال 5 سنوات

2. مشروع “إروجلو جلوبال” التركي القنطرة غرب

• الاستثمار 180 مليون دولار

• النشاط إنتاج الغزل والنسيج والملابس الجاهزة

• فرص العمل 5,000 فرصة مباشرة

3. مشروع “FBB-Tech” للإلكترونيات السخنة

• الاستثمار 38 مليون دولار

• النشاط تصنيع الإلكترونيات

• الوضع الحالي تم وضع حجر الأساس في فبراير 2025

4. مصنع “بيفار بينخهوا” للكلور القلوي السخنة (تيدا)

• الاستثمار 500 مليون دولار

• النشاط إنتاج الكلور ومشتقاته (الكلور القلوي)

• الطاقة الإنتاجية 100 ألف طن سنويًا

• فرص العمل حوالي 800 فرصة مباشرة

5. مصنع “أبدوس إف إم سي جي” لمستحضرات التجميل السخنة

• الاستثمار 30 مليون دولار

• النشاط تصنيع مستحضرات التجميل الكيميائية

• الوضع الحالي تم افتتاح المصنع في فبراير 2025

6. توسعات مصنع “سي بورد” لمواد البناء السخنة

• الاستثمار 100 مليون دولار

• النشاط تصنيع الألواح الأسمنتية

• الوضع الحالي تم افتتاح التوسعات في فبراير 2025

7. مصنع “Air Liquide” للغازات السخنة

• الاستثمار 80 مليون يورو

• النشاط إنتاج الغازات الطبية والصناعية

• الوضع الحالي تم افتتاح المصنع في فبراير 2025

8. مصنع “إيجيبت كادي” للمنسوجات تيدا، السخنة

• الاستثمار 100 مليون دولار

• النشاط إنتاج المنسوجات

• الوضع الحالي تم افتتاح المصنع في فبراير 2025

علاوة على ذلك، تشمل الشراكات الدولية مع دول مختلفة العديد من المشاريع الناجحة، مثل

• الصين توسعة شركة تيدا بمساحة 2.86 كم² واستثمارات أولية 100 مليون دولار.
• ألمانيا تصدير الأمونيا المتجددة للاتحاد الأوروبي بقيمة 397 مليون يورو.
• موانئ دبي تطوير منطقتي السخنة وشرق بورسعيد.
• روسيا استكمال إجراءات إنشاء المنطقة الصناعية الروسية.

الأثر على الاقتصاد المحلي والتوظيف

تتوقع الهيئة أن تُحدث هذه الاستثمارات اختراقًا نوعيًا في الاقتصاد المحلي، من خلال زيادة القدرة الإنتاجية وتحسين ميزان المدفوعات. وقد أكد وليد جمال الدين على توجيه معظم المشروعات للتصدير أو إحلال الواردات، مما يسهم في جذب العملة الأجنبية وتقليل العجز التجاري.

ارتفعت إيرادات الهيئة إلى حوالي 8.6 مليار جنيه في الأشهر التسعة الأولى من العام المالي الحالي، مما يمثل زيادة بنسبة 40% مقارنة بالعام السابق. ومن المتوقع أن يوفر التنفيذ المتزايد للمشروعات فرص عمل إضافية، حيث تم بالفعل توفير أكثر من 40.2 ألف فرصة عمل مباشرة، ومن المتوقع أن يمثّل عام 2025 “عام الافتتاحات” لهذه المشروعات.

تمتد آثار هذه الاستثمارات إلى نقل التكنولوجيا وتطوير المجتمعات المحيطة بها، مما يشجع الصناعات المغذية ويدعم أهداف رؤية مصر 2030.

مبادرات التحول الرقمي وتيسير الإجراءات

أطلقت الهيئة عددًا من المبادرات الرقمية واللوجستية لتسهيل إجراءات استقطاب المستثمرين، ومن أبرزها

• منصة الشباك الواحد بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، لإنجاز التراخيص والمتابعة عن بُعد.
• منصة إي-تبادل بالتعاون مع هيئة الرقابة الإدارية، لربط المنتجين وتعميق التصنيع المحلي.
• ربط إلكتروني مع مصلحة الجمارك ومنصة SCZone Trade، لتسريع الإفراج الجمركي وتحسين حركة التجارة.

استثمارات مليارية ومستقبل مُبشر لمحور قناة السويس

على مدار ثلاث سنوات، أثبتت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس قدرتها على جذب الاستثمارات وتوطين الصناعات النوعية تحت إدارة وليد جمال الدين. إن تحقيق 8.3 مليار دولار من الاستثمارات يمثل تجسيداً لثقة المستثمرين في رؤية الهيئة، ومن المنتظر أن يتواصل هذا الزخم خلال السنوات القادمة، مما يعزز مكانة مصر كمركز صناعي وتجاري عالمي.

باختصار، تتجه الأنظار نحو المستقبل الجديد الذي يعد به محور قناة السويس، حيث تظهر الفرص الاستثمارية الواعدة في مختلف القطاعات، مما يعزز الأمل في تحقيق مزيد من التنمية والتقدم الاقتصادي في مصر.