“اكتشف الآن” المتحف المصري الكبير يفتح أبوابه بعد انتظار طويل.. رحلة ملحمية نحو الاكتمال

القاهرة () – يعد المتحف المصري الكبير (GEM)، الذي يقع بالقرب من أهرامات الجيزة العظيمة، واحداً من أبرز المشاريع الثقافية في العالم، وقد صارت أنظار العالم تتوجه إليه منذ سنوات طويلة. بفضل استثماره الضخم وتاريخه المعقد، يعكس هذا المتحف طموح مصر للحفاظ على حضارتها القديمة وعرضها بشرح طريقة تليق بتاريخها العريق. بعد تأجيلات عديدة، أصبح الافتتاح المرتقب الآن في مرمى البصر.
المتحف المصري الكبير نصب تذكاري للحضارة المصرية
تعد مشادة فنية مذهلة، يُشيد المتحف المصري الكبير، الذي تكلف إنشاؤه حوالي مليار دولار، بمكانته كمنارة للتاريخ والثقافة المصرية. على مدى عقدين، وُضع حجر الأساس لهذا المعلم الثقافي الذي يحتوي على أكثر من 50000 قطعة أثرية تعكس عبقرية الحضارة الفرعونية. يشبه تصميمه الفريد، الذي تم بواسطة شركة هينيغان بينج الهندسية، الجمال المهيب للأهرامات، التي تقع على مسافة قريبة، مما يمنح الزوار تجربة لا تُنسى تدعوهم لاستكشاف ماضيهم الغني.
المتحف المصري الكبير تأخيرات، خيبات أمل، وترقب
كان من المقرر افتتاح المتحف لأول مرة عام 2012، لكن تعرّض الافتتاح لعدة تأجيلات بسبب مجموعة من الظروف المتعددة، بما في ذلك الأزمة المالية العالمية في 2008 والاضطرابات السياسية المختلفة مثل الربيع العربي وما تبعه من تأثير على السياحة. وقد زادت جائحة كوفيد-19 من تعقيد المشهد، ما أدى إلى إحباط الزوار الذين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر رؤية هذا المعلم. ومع كل تأخير، كان هناك شعور متزايد بالتوتر والإحباط، حيث يتمنى الكثيرون أن يرى المتحف يومًا النور ويتاح لهم زيارته.
في فبراير 2025، تحقق الحلم أخيراً، وبدأ الزوار باستكشاف المتحف، مع العلم بأن بعض الأجزاء لا تزال مغلقة. على سبيل المثال، ستبقى قاعة المعروضات الخاصة بتوت عنخ آمون، التي تحتوي على أكثر من 5000 قطعة أثرية من قبر الملك الشاب، مغلقة لنحو فترة أطول. لكن فكرة الاحتفال بالافتتاح الرسمي للمتحف، المزمع إقامته في 3 يوليو 2025، تبشر بمزيد من التعرف على تاريخ مصر العميق والكنوز الثقافية.
لمحة عن الماضي القديم
يعتبر المتحف المصري الكبير مكاناً ملهمًا، حيث يعكس عراقة الحضارة المصرية من خلال معارضه المتنوعة. يتميز المتحف بوجود تمثال رمسيس الثاني، الذي يعود تاريخه إلى 3200 عام، والذي يجسد قوة الفراعنة وعظمتهم ويمثل مركزاً رئيسياً للزوار. يملك الزوار فرصة الاستمتاع بمشاهد رائعة للأهرامات من خلال نوافذ ضخمة تمتد من الأرض إلى السقف، مما يمنحهم تجربة فريدة لن تُنسى.
مجموعة لا مثيل لها
تحتوي المتحف على 12 معرضاً مخصصاً، تتناول تاريخ مصر منذ العصور القديمة حتى العصر اليوناني الروماني. تضم هذه المعارض مجموعة استثنائية من الكنوز الأثرية، مثل تماثيل الأوشابتي الزرقاء، وتماثيل الدفن القديمة، بالإضافة إلى تمساح محنط ضخم. تُقدّم هذه العناصر لمحة نادرة عن الحياة اليومية والفن والثقافة في الماضي، مما يجعل زيارة المتحف تجربة ثقافية عميقة وفريدة من نوعها للزوار.
عهد جديد للمتاحف المصرية
مع افتتاح المتحف المصري الكبير، تُضاف نقطة هامة إلى قائمة المتاحف العالمية الرائدة، حيث ينضم إلى المتحف المصري التاريخي في ميدان التحرير والمتحف القومي للحضارة المصرية. ومع ما يقدمه المتحف من كنوز وآثار فريدة من نوعها، يتوقع أن يبرز كجوهرة فريدة في عالم المتاحف ويُثبت على مر الزمن مكانة مصر في الساحة الثقافية العالمية.
انتصار على النكسات
في ختام الحديث عن المتحف المصري الكبير، سيكون من الصعب نسيان ما مر به من تأخيرات وصعوبات. مع ذلك، فإن الزوار استطاعوا أخيراً استكشاف هذا الإنجاز العملاق، الذي يمثل قوة الحياة والإبداع البشري. صحيح أن هناك مناطق لم تُفتتح بعد، ولكن المتحف قد أظهر أنه سيكون حقاً من أبرز المعالم الثقافية التي تلفت الأنظار، لا سيما من خلال تقديم تراث مصر العريق بكل فخر وجلال.
في النهاية، كما ينظر الزوار إلى الأهرامات الشاهقة، يتسلل الأمل في قلوبهم أن يسهم المتحف المصري الكبير في تعزيز السياحة الثقافية، ويصبح واحداً من الوجهات الأكثر جاذبية في العالم. لا شك أن هذا المشروع العملاق سيساهم في وضع مصر في مصاف الدول الريادية في الإبداع والعلم والثقافة، الأمر الذي يستحق الانتظار.
إعلان
أهرامات الجيزة، التراث الثقافي، الحضارة المصرية، السياحة في مصر، المتحف المصري الكبير، تأخيرات، المتاحف، تمثال رمسيس الثاني، قطع توت عنخ آمون الأثرية، متاحف القاهرة، مصر القديمة