تحذير هام تطبيق صارم للمعايير.. السعودية تفرض إجراءات جديدة لتصدير المنتجات إلى أراضيها

تحذير هام تطبيق صارم للمعايير.. السعودية تفرض إجراءات جديدة لتصدير المنتجات إلى أراضيها

في إطار تعزيز معايير الجودة وتنظيم عمليات الاستيراد، أصدرت السلطات السعودية، ممثلة بهيئة المواصفات والمقاييس والجودة (SASO)، تعليمات جديدة تهدف إلى ضمان التزام المنتجات المستوردة بالمعايير الفنية. تعتبر هذه الخطوة جزءًا من جهود المملكة لتعزيز السلامة وحماية المستهلكين، حيث ستدخل التعليمات حيز التنفيذ اعتبارًا من 17 أبريل 2025، بما يعكس التزام السعودية بتطوير بيئة تجارية تتسم بالشفافية والكفاءة.

تفاصيل التعليمات الجديدة

أعلنت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة عبر منصاتها الرسمية عن تفاصيل التعليمات الجديدة المتعلقة بالمنتجات المستوردة إلى المملكة. تشمل هذه التعليمات مجموعة متنوعة من السلع مثل ورق الكرتون، وحفاضات الأطفال، وألواح الفورميكا، بالإضافة إلى الأنابيب البلاستيكية. ويُلزم المستوردون بتقديم إقرار معتمد من وزارة الصناعة والثروة المعدنية كجزء من طلبات شهادات الإرسالية عبر منصة “سابر” الإلكترونية، والذي يعد ضرورة لضمان الالتزام بالمعايير الفنية المعتمدة. يتوجب على كل مستورد تعبئة نموذج الإقرار وإرفاقه ضمن الملف الفني الخاص بشهادات الإرسالية لاعتماد السلع المطلوبة.

وتؤكد الهيئة أنها ستقوم بسحب عينات عشوائية من الشهادات الصادرة عبر النظام للتحقق من وجود الإقرارات الصحيحة. يأتي ذلك كجزء من جهودها للتأكد من أن جميع المنتجات، سواء كانت جديدة أو خاضعة لتحديثات، تلتزم بالمعايير المحددة لحماية السوق السعودي من السلع ذات الجودة المنخفضة.

نظام “سابر” وبرنامج “سليم”

يعتبر نظام “سابر” جزءًا أساسيًا من برنامج “سليم”، الذي يهدف إلى تعزيز سلامة المنتجات المتواجدة في السوق السعودية. أطلق هذا البرنامج ليحل محل الأنظمة التقليدية مثل “SASO COC”، حيث أصبح اعتبارًا من يناير 2019 إتمام جميع عمليات التسجيل الخاصة بالشحنات الواردة إلى المملكة أمرًا إلزاميًا. يتحمل المستوردون والمصنعون الأجانب المسؤولية في الالتزام بالمتطلبات والمعايير الفنية التي وضعتها الهيئة، مما يسهم في تحسين جودة وسلامة المنتجات المستوردة. توفر منصة “سابر” أداة رقمية متطورة تتيح للمستوردين إتمام عملياتهم بكفاءة وشفافية.

المنتجات عالية ومتوسطة المخاطر

تشمل التعليمات الجديدة أيضًا توجيهات بشأن المنتجات التي تخضع للوائح الفنية السعودية، والتي تُصنف على أنها “عالية أو متوسطة المخاطر”. تتطلب هذه المنتجات تقييمًا دقيقًا من قبل هيئات تقييم المطابقة المستقلة، وذلك للتحقق من توافقها مع المعايير الفنية المطلوبة. تتضمن الشهادات المطلوبة لهذه السلع ما يلي شهادة المطابقة (PCOC)، علامة الجودة السعودية، الشارة الخليجية للامتثال، وشهادة الاعتراف SASO IECEE. يمثل اعتماد هذه اللوائح الفنية خطوة هامة نحو تحقيق متطلبات الجودة العالمية، حيث تنطبق على معظمها معايير مشابهة لتلك المستخدمة في الاتحاد الأوروبي. كما تبرز هذه المتطلبات التزام السعودية بتطبيق معايير عالمية في مراقبة جودة المنتجات المستوردة.

أهمية الإجراءات الجديدة

تأتي هذه التعليمات في سياق الجهود المستمرة لدعم جودة المنتجات في السوق المحلي وحماية المستهلكين من السلع غير المطابقة. تساهم هذه الإجراءات في تعزيز الشفافية في عمليات الاستيراد، مما يساعد في تسريع الإجراءات وتقليل العقبات التي قد تواجه التجارة الدولية. رغم الفوائد الكبيرة المتوقعة من هذه التعليمات، قد يعود الأمر إلى المستوردين والمصنعين الأجانب تحديات في التكيف مع الإجراءات الجديدة، خاصةً فيما يخص استيفاء متطلبات الإقرارات المعتمدة والتقييم الفني. ومع ذلك، تؤكد الهيئة حرصها على تقديم الدعم اللازم لتسهيل الامتثال لتلك المتطلبات، مما يعزز من موقف السعودية كسوق جذاب للمنتجات عالية الجودة ويحفز الحفاظ على سلامة وأمان المستهلكين.

في الختام، تعكس هذه التعليمات الجديدة عن هيئة المواصفات والمقاييس والجودة في السعودية التزام المملكة بتحسين جودة المنتجات المستوردة وحماية المستهلكين. من المتوقع أن تسهم جهود الهيئة في تعزيز الشفافية والكفاءة في عمليات الاستيراد، مما يعزز من قدرة السوق السعودي على استقطاب منتجات عالية الجودة. وبالرغم من التحديات التي قد تواجه بعض المستوردين والمصنعين، فإن الدعم الذي ستقدمه الهيئة سيحافظ على توازن السوق ويحقق أقصى فائدة لجميع الأطراف المعنية.