“صدمة حزينة” وفاة نزيه سوار غرقًا في الحديدة تثير جدلًا واسعًا حول سلامة الشواطئ اليمنية

“صدمة حزينة” وفاة نزيه سوار غرقًا في الحديدة تثير جدلًا واسعًا حول سلامة الشواطئ اليمنية
نزيه سوار

في مشهد مؤلم أثار الحزن والذهول، فقدت الساحة اليمنية أحد رموزها الشبابية البارزة بوفاة اليوتيوبر والممثل نزيه سوار غرقًا على شاطئ الحديدة، وذلك بعد أن جرفته تيارات البحر القوية هو واثنين من أصدقائه في حادثة هزّت الرأي العام، حيث كشفت هذه المأساة حجم القصور في تدابير السلامة البحرية وأعادت الجدل حول مدى جاهزية الشواطئ اليمنية لحماية مرتاديها، وسط دعوات مجتمعية عاجلة لتعزيز الإجراءات الوقائية وتجنب تكرار مثل هذه الكوارث.

تفاصيل اللحظات الأخيرة من حياة نزيه سوار

وقعت الحادثة المأساوية في ساعات الصباح من يوم الخميس 4 أبريل 2025، عندما قرر نزيه سوار، برفقة صديقيه عاطف القرصبي وشاب ثالث لم يتم التعرف عليه، السباحة في مياه البحر الأحمر قبالة كورنيش الحديدة، تحديدًا أمام فندق “فايف ستارز”، رغم التحذيرات المتكررة من سوء الأحوال الجوية، حيث جرفتهم التيارات العنيفة بعد دقائق من دخولهم المياه، وتوالت محاولات الإنقاذ من قبل الأهالي دون جدوى بسبب قوة الأمواج، قبل أن تُعثر فرق البحث على الجثث بعد عدة ساعات من الحادث.

نزيه سوار
نزيه سوار

تجاهل التحذيرات البحرية وغياب الوعي العام

أصدر المركز الوطني للأرصاد تحذيرات مسبقة عن اضطرابات بحرية شديدة قبالة السواحل الغربية لليمن، نتيجة ارتفاع الأمواج وشدة الرياح، غير أن هذه التحذيرات لم تلقَ استجابة كافية من الشبان الذين قرروا السباحة، مما يعكس ضعف الوعي العام بأهمية الالتزام بالتوجيهات في الظروف المناخية الخطرة، ويثير تساؤلات حول دور الجهات المختصة في إيصال المعلومات والتحذيرات بشكل فعّال إلى الجمهور.

نزيه سوار: سيرة شاب مُلهم رحل مبكرًا

يُعد نزيه سوار من أبرز صانعي المحتوى الشباب في اليمن، حيث حقق شهرة واسعة بفضل أسلوبه الإبداعي الذي مزج بين الكوميديا اليومية والرسائل التوعوية، وتميز بحضوره الإنساني في عدد من المبادرات الخيرية التي دعم فيها تعليم الأطفال، وزار من خلالها قرى نائية لنقل معاناة السكان، وقد شكلت وفاته المفاجئة صدمة كبيرة لمتابعيه الذين اعتادوا على طاقته الإيجابية وأسلوبه المُلهم في الحياة.

تفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي

فور إعلان خبر الوفاة، تصدّر وسم #نزيه_سوار_في_ذمة_الله مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نعاه آلاف المستخدمين بكلمات مؤثرة، مستذكرين مواقفه النبيلة ومقاطع الفيديو التي قدمها بروح مرحة وبسيطة، كما شارك العديد من الفنانين والإعلاميين في التعبير عن حزنهم، داعين إلى تحسين إجراءات الأمان على الشواطئ اليمنية لمنع تكرار مثل هذه الفواجع المؤلمة.

مطالبات بتأمين الشواطئ وتعزيز فرق الإنقاذ

على إثر الحادثة، تصاعدت الأصوات المطالِبة باتخاذ خطوات جادة لتأمين الشواطئ في الحديدة وبقية المدن الساحلية، حيث اقترح نشطاء ومختصون عدة إجراءات ضرورية، من أبرزها:

  • وضع لافتات تحذيرية واضحة في المواقع البحرية الخطرة.
  • إطلاق حملات توعوية مستمرة موجهة للشباب حول مخاطر السباحة في ظروف غير مناسبة.
  • تأسيس فرق إنقاذ بحرية مجهزة ومدربة بشكل احترافي على امتداد الساحل.
  • استخدام وسائل إنذار مبكر للتنبيه بأحوال البحر المتقلبة.

تكرار الحوادث البحرية في الحديدة.. مأساة مستمرة

تُعد هذه الحادثة امتدادًا لسلسلة من حالات الغرق التي تكررت في السنوات الأخيرة على شواطئ الحديدة، حيث يعود السبب في أغلبها إلى غياب التوعية العامة أو عدم توفر وسائل الإنقاذ، ورغم المطالب الشعبية المتكررة، فإن التدخلات الرسمية لا تزال محدودة، وهو ما يعكس فجوة حقيقية في إدارة السلامة البحرية في اليمن.

تمثل وفاة نزيه سوار مأساة لا تقتصر على خسارة شاب موهوب، بل تفتح ملفًا شائكًا حول إهمال إجراءات السلامة البحرية في اليمن، وتُعد هذه الحادثة المؤلمة ناقوس خطر يجب أن يُحفّز السلطات والمجتمع المدني إلى تبني سياسات فعالة تحمي الأرواح وتمنع تكرار هذه الكوارث، فالتغيير يبدأ بالوعي، ويكتمل بالإرادة، ولعل هذا الرحيل المبكر يُثمر وعيًا يُنقذ حياة الآخرين.