حكم إخراج زكاة المال في صورة شنط رمضان.. الشروط والضوابط لضمان الثواب الكامل
إخراج زكاة المال في صورة شنط رمضان يعد من القضايا المهمة التي يثار حولها النقاش بشكل متزايد مع قرب شهر رمضان المبارك. يسعى المسلمون خلال هذا الشهر الكريم لتأدية فريضة الزكاة على نحو يتماشى مع روح التكافل الاجتماعي وإغاثة المستضعفين، وتجسيدًا للعدالة الاجتماعية. يُطرح التساؤل حول مدى صحة إخراج الزكاة في شكل مواد غذائية بدلاً من المال، وما هي الشروط والضوابط الضرورية لضمان وصول هذه الزكاة إلى مستحقيها بشكل صحيح وفعّال.
حكم إخراج زكاة المال في صورة شنط رمضان
ذكرت العديد من الجهات المهتمة بالشأن الفقهي أن القاعدة العامة تقضي بأن الزكاة يجب أن تُدفع للمحتاجين نقدًا، إلا أن هناك حالات يجوز فيها إخراجها في شكل سلع غذائية، مثل شنط رمضان، خصوصًا إذا كانت هذه الوسيلة أفضل للفقراء وتحقق لهم الاحتياجات الملحّة. من الضروري أن يعكس هذا الخيار دراسة دقيقة لاحتياجات المستحقين، بدلاً من الاعتماد على تقاليد سنوية قد لا تلبي حاجاتهم الحقيقية.
أضافت الفتاوى المختلفة على أن هناك اجتهادًا فقهيًا ينعكس في آراء بعض علماء المسلمين، مثل الإمام أبو حنيفة، يسمح بإخراج الزكاة عينًا بدلاً من المال، لكن بشرط أن يكون ذلك أكثر فائدة للمحتاجين، ودون أن يؤدي إلى حرمانهم من تلبيات أساسية أخرى مثل العلاج والتعليم أو سداد الديون المترتبة عليهم.
شروط وضوابط إخراج زكاة المال في صورة شنط رمضان
في إطار تحقيق الأهداف الأساسية للزكاة وتجنب تقييد المستحقين بنوع محدد من المساعدات، وضعت دار الإفتاء عدة شروط وضوابط يجب الالتزام بها عند إخراج زكاة المال في صورة شنط رمضان. من بين هذه الشروط:
- أولاً، ينبغي التأكد من حاجة الفقراء الفعلية للطعام، وذلك لتجنب تقديم سلع قد لا تكون ضرورية لهم أو قد تتعارض مع احتياجاتهم الأساسية.
- ثانياً، يجب تقديم المساعدات بطريقة تحافظ على كرامة المستفيدين، مع عدم تصويرهم أو اظهارهم بشكل قد يسبب للحرج أو الإحراج أمام الناس.
- ثالثاً، ينبغي عدم حصر الزكاة في شكل مواد غذائية فقط، بل تأكيد الحاجة إلى المساعدة في مجالات أخرى مثل السكن والعلاج والتعليم، خصوصًا في ضوء احتياجات الأسر المستحقة.
- رابعاً، يجب أن تكون المواد الغذائية التي تقدم ذات جودة مناسبة وصالحة للاستهلاك، بحيث تنفع الفقراء بدلاً من أن تتحول إلى عبء مادّي أو معنوي عليهم.
أفضل طريقة لإخراج الزكاة بما يحقق مصلحة الفقراء
إن الهدف الأسمى من إخراج الزكاة هو تحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل بين أفراد المجتمع بأفضل طريقة ممكنة. لذا، يعتبر تقييم الوسيلة الأنسب للمحتاجين خطوة ضرورية، فإذا كان تقديم المال يتيح لهم تلبية احتياجاتهم المتعددة بشكل أكثر كفاءة، فقد يكون هو الخيار الأنسب. ولكن في حال كانت شنط رمضان تلبي احتياجاتهم بشكل أفضل، فإن الاعتماد عليها جائز وفقًا للضوابط الشرعية المعتبرة.