تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تزعم أن أقدم قبر في التاريخ يقع في مصر، وهو قبر الإله المصري القديم أوزيريس، لكن ما يدعيه هذا المنشور لا أساس له من الصحة، إذ أن أوزيريس شخصية أسطورية غير موجودة تاريخياً.
أقدم قبر في التاريخ: حقيقة قبر أوزيريس خرافة أم واقع؟
بحسب خبراء آثار استطلعت وكالة فرانس برس آراءهم، فإن معبد الأوزيريون في مصر لا يحوي أي قبر للإله أوزيريس، وذلك لأن أوزيريس شخصية أسطورية، وليس شخصية تاريخية حقيقية.
ويقول الأثري أحمد إبراهيم، وهو مفتش عام منطقة أبيدوس الأثرية بمحافظة سوهاج التي يقع ضمنها معبد الأوزيريون، إن اسم المعبد مشتق من اسم الإله أوزيريس، ولهذا السبب تنتشر خرافات حول وجود قبر له داخل المعبد.
ويضيف إبراهيم أن المنشور الذي يروج لهذه الخرافة هو محاولة لاختراع قصص وهمية عن التاريخ المصري وصياغتها بطريقة جذّابة مع صور ملونة بهدف جمع تفاعلات.
ويتفق الباحث الأثري محمد حميد درويش، وهو كذلك مسؤول الترميم بالمتحف القومي للحضارة، مع ما قاله إبراهيم، ويقول درويش إن “لا يوجد قبر مكتشف في مصر لأوزيريس في الأصل، والسبب هو أن هذا الإله شخصية أسطورية لا توجد في الحقيقة”.
ويضيف درويش أن “المنشور يروّج لخرافات باعتبارها حقيقة”، فالأسطورة المصرية القديمة تقول إن أوزيريس هو أول ملك مصري حكم في عصور الآلهة، قبل ظهور البشر، وتضيف الأسطورة أيضاً أن شقيقه حقد عليه وقتله وقطّع جسمه إلى 42 قطعة ووزّعها، لكن زوجته إيزيس أعادت تجميع القطع فأحيته مجدّداً.
ويشرح درويش أن هذه القصة الأسطورية نُشرت بين قدماء المصريين كأسلوب من أساليب صبغ الشرعية على الحكم، لأن الملك كان يحكم عرش مصر بصفته ابن أوزيريس، وحين يموت يتحول إلى أوزيريس في العالم الآخر.
في الختام، يتبين أن المنشور الذي يروج لوجود قبر أوزيريس في مصر لا أساس له من الصحة، وذلك لأن أوزيريس شخصية أسطورية غير موجودة تاريخياً.