في صباح يوم الثامن من أبريل عام 1970، ارتكبت القوات الجوية الإسرائيلية مجزرة مروعة في قرية بحر البقر بمحافظة الشرقية في مصر، حيث قصفت طائرات من طراز فانتوم مدرسة بحر البقر المشتركة، مما أدى إلى مقتل 30 طفلاً وإصابة أكثر من 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة تماماً.
فيديو عن مجزرة بحر البقر:
كانت قرية بحر البقر قرية هادئة تقع على بعد حوالي 100 كيلومتر شمال القاهرة، وكانت المدرسة التي تعرضت للقصف تتسع لنحو 150 طالباً. وفي ذلك اليوم، كان هناك حوالي 130 طالباً في المدرسة، معظمهم من الأطفال الصغار، وكانوا يستعدون لبدء يومهم الدراسي.
في تمام الساعة التاسعة صباحاً، حلقت خمس طائرات إسرائيلية فوق قرية بحر البقر، وقامت بقصف المدرسة بقنابل تزن 1000 رطل. أدى الهجوم إلى مقتل 30 طفلاً على الفور، وكانوا في أغلبهم في سن ما بين 6 و12 عاماً. كما أصيب أكثر من 50 آخرين، بينهم 11 من العاملين بالمدرسة.
أثارت المجزرة حالة من الغضب والاستنكار على مستوى الرأي العام العالمي، ووصفها الكثيرون بأنها جريمة حرب إسرائيلية ضد الإنسانية. نددت مصر بالحادث المروع ووصفته بأنه عمل وحشي يتنافى تماماً مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية، واتهمت إسرائيل أنها شنت الهجوم عمداً بهدف الضغط عليها لوقف إطلاق النار في حرب الاستنزاف.
بينما بررت إسرائيل الهجوم بأنها كانت تستهدف أهدافاً عسكرية فقط، وأن المدرسة كانت منشأة عسكرية مخفية. إلا أن هذه الادعاءات لم تكن مقنعة، حيث كانت المدرسة واضحة للعيان من السماء، وكان من المستحيل أن تكون منشأة عسكرية.
تعتبر مجزرة بحر البقر واحدة من أكثر الجرائم الإسرائيلية دموية ضد الشعب المصري. فهي جريمة حرب لا تسقط بالتقادم، ويجب على المجتمع الدولي أن يطالب بتحقيق العدالة لضحاياها.