أيام تفصلنا عن يوم العاشر من المحرم، فبحسب نتيجة استطلاع هلال أول شهور السنة الهجرية، فإن غرة المحرم كانت يوم الأربعاء 19 يوليو الجاري، وعليه فإن موعد يوم عاشوراء سيكون الجمعة 28 يوليو 2023م، وهو من الأيام التي حرص الرسول، صلى الله عليه وسلم على صيامها، وبين فضله للصحابة رضوان الله عليهم، فعندما قدم إلى المدينة المنورة، وجد اليهود يصومون اليوم العاشر من شهر المحرم، ولما سأل عن ذلك قالوا أنه اليوم الذي نجى الله فيه نبيه موسى، عليه السلام، من بطش الطاغية فرعون وجنوده، حيث انشق البحر لموسى واتباعه، بينما ابتلع فرعون مصر ومن أطاعوه، فقال: «أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه»، ونوضح في السطور التالية توضيح دار الافتاء لحكم صيام يوم عاشوراء منفردًا، وموضوعات أخرى ذات صلة.
حكم صيام يوم عاشوراء منفردًا
قالت دار الافتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي على الانترنت، أنه لا يكره صيام عاشوراء وحده، ويؤيد بعض الأئمة هذا الرأي، واستدلوا على ذلك بحديث الرسول، صلى الله عليه وسلم، الذي قال فيه: «يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء، فصوموه أنتم»، وكذلك حديث عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: “أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم عاشوراء”، وقد ذُكر الحديث في صحيح مسلم، أما من يرى أن الأوجب صيام يوم قبله أو بعده، كان دليلهم قول النبي، صلى الله عليه وسلم: «إذا كان العام المقبل – إن شاء الله – صمنا اليوم التاسع»، وكذلك الحديث الشريف: «خالفوا اليهود صوموا يومًا قبله ويومًا بعده»، وخلصت دار الافتاء إلى أن صيام العاشر فقط يكفر السنة السابقة، أما صيام مع يوم قبله أو بعده ففيه ثواب عظيم باتباع سنة النبي، صلى الله عليه وسلم.
فضل صيام يوم عاشوراء
يجب أن يتحرى كل مسلم النفحات التي يمنحها الله لعباده في كل عام، فمن فضله علينا أن ضاعف ثواب العبادة في بعض الأيام، فهي الفرص التي يفوز بها كل مجتهد، من هذه الأيام صيام يوم عاشوراء، الذي يكفر ذنوب السنة الماضية، لقول النبي، صلى الله عليه وسلم: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» أخرجه الإمام مسلم في “صحيحه”، وقد كان رسولنا الحبيب حريص على صيام هذا اليوم لفضله، فعن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: “ما رأيت النبي، صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم – يوم عاشوراء- وهذا الشهر يقصد شهر رمضان” رواه البخاري.