بكل تأكيد، تعد الأزمات الاقتصادية الموجودة في العالم الآن من أكبر التحديات التي تواجه الأشخاص والحكومات خصوصاً بعد التضخم الكبير الذي حدث بعد الأحداث الأخيرة. تلك الأزمات الاقتصادية ظهرت بشكل كبير بعد أزمات فيروس كورونا ثم حرب روسيا وأوكرانيا واللتان كان لهما تأثير سلبي كبير على الوضع الاقتصادي العالمي.
في محاولة الأشخاص في تجنب تلك الأزمة الاقتصادية والخروج بأقل الخسائر، يحاول الكثير من الناس الاستثمار بطرق مختلفة، وخصوصاً العملات الرقمية. وغالباً ما ستجد الكثير من المستثمرين يبحثون عن سعر البيتكوين بالدولار من أجل معرفة إذا كانت العملات الرقمية ستستعيد بريقها مرة أخرى وتحقق المكاسب أم لا. وهذا هو ما سنحاول اكتشافه في تلك المقالة.
الأداء تاريخياً
من أهم النقاط التي يجب دراستها بشكل جيد هو مراقبة الأداء التاريخي للعملات الرقمية أثناء الأزمات الاقتصادية السابقة. ولعل الركود الاقتصادي عام 2008 من أهم تلك الأزمات، خصوصاً أنه كان يسبق ظهور بيتكوين بعام واحد فقط. ظهور بيتكوين في ذلك الوقت كان بمثابة طوق نجاة للراغبين في الابتعاد عن الاقتصاد المركزي والأنظمة المالية ومن يبحثوا عن نظام مالي أخر، وبالتالي كان لذلك دور كبير في زيادة قيمة البيتكوين.
العملات الرقمية هبطت قيمتها بشكل واضح أثناء جائحة كورونا، بسبب الاضطراب في الأسواق. وعند بداية انتهاء الأزمة، أظهرت العملات الرقمية قدرتها مرة أخرى على تحقيق نتائج جيدة، بل وحققت البيتكوين رقم قياسي في أعلى قيمة وصلت لها العملة الرقمية الأشهر. وهذا دليل واضح على قدرة العملات الرقمية على أن تكون بديل استثماري مناسب.
القبول العالمي
القبول العالمي للبيتكوين لا يزال من ضمن العوامل الرئيسية التي تضمن استمرار العملات الرقمية كبديل رائع وملجأ استثماري في حالات الأزمات الاقتصادية. فمع قبول شركات مثل تسلا وسكوير البيتكوين كنوع من استثماراتها الاقتصادية زاد من مدى قبول العملة في الاقتصاد العالمي. بالإضافة إلي ذلك الكثير من المنظمات المالية الكبرى مثل جي بي مورجان وغولدمان ساكس في تقديم خدمات تتعلق بالعملات الرقمية إلي عملائها مما كان له تأثير إيجابي كبير على العملة الرقمية.
بكل تأكيد، يعد قبول العملات الرقمية في شركات كبيرة أو منظمات مثل تلك المنظمات بمثابة دافع قوي للمستثمرين. حيث يضمن ذلك القبول الاستمرار في زيادة قيمة العملات الرقمية مع الوقت والنمو في السنوات التالية مع زيادة قبول العملات الرقمية واستخدامها في مجالات أخرى.
أيضًا ذلك الأمر يساعد بشكل كبير على الحفاظ على استقرار سوق العملات الرقمية والتغلب على واحدة من أكبر مشاكله التي تواجه المستثمرين وهي التقلب الشديد في قيمة البيتكوين والعملات الرقمية المختلفة.
تطور السوق وجاذبيته
لا يمكننا أن ننكر أن سوق العملات الرقمية قد تطور بشكل كبير في خلال السنوات الماضية، ومع التطورات التكنولوجيا والعوامل الجذابة في السوق، زاد بشكل كبير الرغبة في الاستثمار به. سوق العملات الرقمية يتطور في البنية التحتية بشكل كبير، بجانب ذلك فهو يوفر للمستثمرين به الكثير من الخصوصية والسرية وهو ما يجذب راغبين أكثر في الاستثمار.
من أهم العوامل التي تؤثر بشكل كبير على تطور السوق وزيادة جاذبيته هي البلوكشين. فالبلوكشين نجحت في حل الكثير من مشاكل محبي الاستثمار مع المنظمات المالية والاقتصاد المركزي حيث تقدم خصوصية كبيرة للمعاملات، بجانب توفير أمان وتشفير أكبر، مما شجع الكثير من المنظمات المالية المركزية أيضاً على استخدامها.
الختام
في الختام، لا يمكن بالتأكيد الإجابة القطعية على سؤال إذا كان العملات الرقمية ستنجح مرة أخرى في الارتفاع في القيمة بشكل كبير أثناء الفترة التالية من الاقتصاد وقد يتعرض السوق لبعض الاضطرابات مرة أخرى. ولكن بالتأكيد فالعملات الرقمية وعلى رأسهم البيتكوين يشكلوا قوة اقتصادية واعدة يرجح لها تحقيق عائد اقتصادي جيد خلال الفترة القادمة خصوصاً مع التطورات التي تحدث أنظمتها.
فالقبول العالمي للعملات الرقمية الذي بدأ في التوسع الشديد في الفترة الماضية سواء من شركات تجارية كبيرة أو منظمات له دور كبير في ذلك الأمر. أيضًا التطور الكبير وزيادة القدرة التكنولوجية ومعايير الأمان الخاصة بالبلوكشين يجعل العملات الرقمية قادرة على العودة لرونقها والتحسن الاقتصادي في الفترة القادمة مثلما كان الحال في بداية ظهورها في عام 2009.