تعرضت أسواق الذهب العالمية اليوم الإثنين لتراجع مفاجئ، حيث استقرت قيمة الدولار، لكن الأمور أصبحت معقدة للغاية ولا يُمكن التنبؤ بها بسهولة، كما أثرت المناقشات الطويلة المتعلقة برفع سقف الدين الأمريكي والتصريحات المتقلبة لجيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، على زيادة حدة الاضطرابات في سوق الذهب، وعلى هذا الأساس يتجه الالذهب نحو تكبد خسائر جديدة.
وكانت أسواق الذهب قد شهدت ارتفاعًا بنسبة 1% يوم الجمعة الماضي، إثر تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي، حيث أشار إلى عدم وضوح الرؤية حاليًا بشأن ضرورة رفع أسعار الفائدة بشكل إضافي، وسط حالة من الغموض المحيطة بتأثير الزيادات السابقة والأزمة المصرفية الأخيرة، ومع تصاعد التضخم الذي أثبت صعوبة التحكم به.
وفي تصريحاته أمس السبت، قال محافظ البنك الفيدرالي الأمريكي أن مستويات التضخم قد تجاوزت المعدل المستهدف من قبل الفيدرالي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الفائدة بنسبة تفوق 5% لأكثر من عام، بهدف الحد من التضخم واستيعاب تأثيراته السلبية على الاقتصاد الأمريكي، مؤكدا على التزام الفيدرالي بعودة معدل التضخم إلى مستوى 2%.
وقال احد المحللين، ظهرت أزمات متعددة على مر الأزمنة، أثرت على أسعار الذهب بشكل لافت، إلا أن المعدن النفيس يواصل ارتفاعه بشكل متواصل، ليس فقط كملجأ آمن، ولكن أيضًا بسبب التحديات الاقتصادية العديدة التي تواجه الاقتصاد العالمي، وعندما ننظر إلى هذه الأزمات، يجب أن نولي كل أزمة وزنها الاقتصادي، فهل ستؤدي أزمة سقف الدين الأمريكي، بغض النظر عن نتيجتها إلى انهيار سعر الذهب؟
وأضاف قائلا، تظل مخاوف الركود الاقتصادي تسيطر بشكل كبير على الأسواق، خاصة مع ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية إلى 5.25% وتراجع معدل التضخم إلى 4.9%، وهو يمثل أكثر من نصف الطريق لتحقيق هدف التضخم المستهدف البالغ 2%، وبناءً على ذلك يقوم المستثمرون بتشييد مراكز شرائية للذهب، خوفًا من بدء عمليات تثبيت أسعار الفائدة الأمريكية.
وقال خبير آخر، يتداول سعر الذهب اليوم بطريقة إيجابية ويتحرك فوق مستوى 1977.25، وهذا يستدعي الحذر في التداولات القادمة، إذا استمر السعر في الثبات فوق هذا المستوى، فقد يدفع ذلك السعر للارتفاع لبقية اليوم والتوجه نحو مستوى 2019.95 بشكل رئيسي، مشيرا إلى أن سعر الذهب مستمر في التحرك دون مستوى 2000 الرئيسي، بعد استكمال نمط القمم المزدوجة الذي يعتبر نمطًا انعكاسيًا للاتجاه الهابط، موضحا بأنها قد تكون ضربة هي الأقوى للمشترين منذ بداية الاتجاه الصاعد القوي في أكتوبر عام 2022، مضيفا أن المشترين يحاولون وقف موجة الهبوط الأخيرة والدفاع عن مستوى 1959، لكن تبقى الغلبة حالياً للبائعين والأهداف البيعية عند 1930 وثم 1900.
وتضارب الأراء والتوقعات حول استمرار الفيدرالي الأمريكي في رفع أسعار الفائدة أو العكس مع استمرار زيادة معدلات التضخم بشكل قياسي، فيما رجحت مؤسسات أبحاث عالمية أن يفاجئ البنك المركزي الأمريكي بتخفيض الفائدة هذا العام شرط توجه الاقتصاد إلى حالة الركود.
من المتوقع أن تتجه أسعار الذهب للتحرك نحو الصعود مع توجه الفيدرالي لخفض الفائدة أو تثبيتها خلال النصف الثاني من العام الجاري، وهذا سيؤثر على قوة الدولار ويسمح للذهب بالاستمرار في الصعود والوصول من جديد إلى حاجز 2080 دولار للأونصة.