الكثير من المتداولين يعيشون تجربة قصيرة نسبيا في سوق الفوركس وفي الغالب تنهي بخسارة كامل رأس المال. يدخلون سوق الفوركس وهم يعتقدون أنها طريقة سهلة لتحقيق الثروة في فترة زمنية قصيرة جدًا. الآن، أنا لا أقول إن هذا أمر مستحيل التحقق، فقد يتمكن البعض من فعل ذلك، ولكن بالنسبة للأغلبية بالتأكيد ليس هذا هو الحال.
في المراحل الأولى من حياة متداول الفوركس، تكون أغلب قراراته بناء على نصائح وتوصيات من شركات الوساطة والمحللين المؤثرين على الإنترنت الذين يتشرون أو يبيعون إشارات التداول في نشر التحليلات و تعليم الفوركس أو عبر مواقع الإنترنت المتخصصة ومنصات التواصل الاجتماعي أو أحيانًا أصدقاء تداول المبتدئين.
بعد ذلك، في مرحلة ما يقرر التعلم ومحاولة إيجاد نظام التداول أو الطريقة المثالية للتحقيق أكبر الأرباح. بالنسبة للعديد من المتداولين، فإن سوق الفوركس أصبح هوسا، حيث يستغرق ساعات طويلة لا حصر لها في البحث على الإنترنت أو في الكتب عن سر السحري للنجاح السهل والسريع في سوق الفوركس، حتى يكتشف أخيرا أن مثل هذا السر غير موجود يوجد.
تعلم الذاتي للتداول في سوق الفوركس
العديد من المتداولين المبتدئين في سوق الفوركس يعتقدون أنهم لا يحتاجون إلى أي مساعدة عند تعلم التداول في سوق الفوركس. ما يجعل التداول في سوق الفوركس جذابا هو الحلم بأسلوب الحياة المستقل والحرية التي يمكن أن يوفرها إذا تحقق النجاح، ولكن الوصول إلى ذلك المستوى من الاحترافية وبالتالي النجاح وكسب الكثير من المال، يحتاج إلى الكثير من الوقت والتدرب ولكن قبل ذلك التعلّم. أحد الجوانب السلبية لهذه الطريقة في التفكير والنظرة إلى كيفية تعلم التداول، هو حقيقة أن العديد من المتداولين الجدد أو المتعثرين يعتقدون أنه يمكنهم تعليم أنفسهم كيفية التداول وتحقيق الربح في سوق الفوركس، وعادة ما يكون خطأ مكلّفا جدا على المدى الطويل.
قد يكون من السهل على بعض الأشخاص تعلم التداول ذاتيا، إلا أن هذا ليس هو الحال بالنسبة للأغلبية الساحقة، وحتى بالنسبة لهؤلاء المتداولين العصاميين الذين يتعلّمون وحدهم وينجحون في السوق، فإن ثمن ذلك النجاح سيكون باهظا في الغال. حيث يكون ذلك دائمًا تقريبا، بعد سنوات من الإحباط والآلاف من الدولارات من المال والوقت الضائع في التجربة والخطأ باستخدام أنظمة تداول فاشلة.
هناك طريقة بسيطة جدا لتقليل مخاطر عيش هذه التجربة المؤلمة عاطفيا والمكلّفة ماليا، أقول تقليلها وليس تجنّبها لأن ذلك غير ممكن، وهي التعلّم الجيد في إطار منظّم وتحت رعاية معلم ومرشد تداول يمكنه مشاركة معارفه وخبرته معك. لا توجد طريقة أفضل لتعلم كيفية التداول من الاحتكاك مباشرة مع متداول محترف في السوق، تماما مثل ما يحدث مع البنوك الاستثمارية وصناديق التحوط وغيرها من شركات الاستثمار المتخصصةـ التي جميعها لديها برامج لتدريب المبتدئين واكتشاف مواهب التداول.
أهمية التعلم قبل البدء في التداول
أحد أكثر الجوانب إثارة للسخرية في تداول العملات الأجنبية هو أن معظم الناس يعتقدون أنهم لا يحتاجون إلى مساعدة من متداول فوركس محترف ناجح أثناء تعلم التداول. الجميع يدركون تمامًا أن أقلّ من 10% فقط من الأشخاص الذين يدخلون مجال التداول يصلون إلى مرحلة الاحتراف، بينما 90٪ الآخرون إما استسلموا بعد مدة قصيرة، أو قضوا سنوات طويلة من الخسائر والفشل قبل أن يستسلموا. المفارقة هنا هي أن أغلب للمتداولين يعرفون هذه الإحصائيات، على الأقل في عقلهم الباطن، ومع ذلك فإن القليل منهم على استعداد للتخصيص الوقت والمال للتعلّم في إطار منظّم أو مع تحت رعاية متداول محترف.
إذا كان التداول صعب والجميع يعرف هذه الحقيقة، فلماذا هناك عدد قليل جدًا من المتداولين على استعداد لقبول المساعدة من شخص عنده ما يلزم لتحقيق النجاح؟ الجواب البسيط هو الأنانية، والتكبر، والجهل، أو ربما في عالمنا العربي ندرة مثل هؤلاء الأشخاص وصعوبة الوصول إليهم. مهما كانت الأسباب فإن المحصلة النهائية هي الخسارة. لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر.
التداول مهنة و المهنة تحتاج إلى تعلم و تدرب
كل وظيفة تقريبًا في هي هذا العالم تتطلب منك أن تتدرب “على الوظيفة” على يد شخص محترف لديه خبرة في هذه الوظيفة. أعتقد أنه من الممكن أن نقول إن معظم الوظائف “العادية” أسهل بكثير، على الأقل من الناحية النفسية، من المتطلّبات والوقت اللاّزم للتعلم والتدرب للوصول إلى مرحلة الاحتراف وتحقيق العوائد في سوق الفوركس.
بما أنّك بحاجة إلى أن تتدرب على أي مهارة ومهنة تحت إشراف محترف في ذلك المجال، فأنت أيضا بحاجة إلى أن تتدرب وتتعلم على يد متداول محترف في سوق الفوركس إذا كنت تريد أن تصبح متداول محترف ناجح. كما ذكرنا آنفا، هناك من يرد أين يتعلم التداول بمفرده، لكنها طريقة أصعب بكثير ومليئة بالعديد من المزالق أكثر من ذلك المتداول الذي ويقبل ويسعى لإيجاد المساعدة من متداول عرف طريق النجاح وكيفية السير فيه.