تعتبر أوكرانيا وروسيا من أكبر المصدرين للقمح على مستوى العالم حيث يمثل القمح 23% من صادرات هذان الدولتين، فالصادرات القمح على مستوى العالم 206 مليون طن من القمح تتحكم روسيا وأوكرانيا في 50 مليون طن من 206 مليون من القمح على مستوى العالم.
كما تعتبر روسيا وأوكرانيا من أبرز الدول المنتجة للقمح، فمثلا روسيا بحسب مرفق العام الماضي 2020 – 2021 تنتج 77 مليون طن قمح في العالم بينما أوكرانيا في نقس العام تنتج 22.5 مليون طن من القمح.
تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على الخبز في مصر
مصر نجدها من أكبر مستوردي القمح في العالم من أوكرانيا في عام 2020 وبسبب الحرب الروسية الأوكرانية. فقد تلجأ مصر إلى دول آخري، وبالرغم من أن وزارة التموين المصرية تقول لدينا احتياطي من القمح يغطي 5 أشهر إلا أن مصر تنوي شراء حوالي 55.000 إلى 60.000 مليون طن من القمح في شهر فبراير ومارس لتغطي احتياجاتها من ذلك السلعة الاستراتيجية والتي تعتبر أيضا أمن قومي ومهمة جدا في وجبتي الفطار والعشاء.
قدر مكتب الشؤون الزراعية الأمريكي بالقاهرة حجم الاستهلاك المحلي من القمح في العام التسويقي الجاري بنحو 21 مليون طن بزيادة 1.9% عن تقديرات التسويقي الماضي البالغة 20.6 مليون مرجحاً ذلك نتيجة ارتفاع نسبة 2.1 % في استهلاك الأغذية والبذور والاستخدام الصناعي والنمو السكاني فضلًا على أن تأشيرات البيانات الصادرة عن جهاز المركز للتعبئة العامة والإحصاء في أغسطس الماضي إلى بلوغ عدد سكان مصر نحو 102250 مليون شخص.
ويرجح التقرير الصادر مؤخرا بعنوان “رغم وباء كوفيد -19 ” لا تزال إمدادات الحبوب في مصر ثابتة، ومن المتوقع أن يصل إنتاج مصر من القمح في العام التسويقي 2021- 2022 إلى 9 ملايين طن بزيادة قدرها 1.1 % تقريباً مقارنة بـ 8.9 مليون في العام السابق عليه بسبب زيادة المساحة الإجمالية المحصورة والتي تصل إلى 1.4 مليون هكتار مقارنة ب 1.39 مليون في فترة المقارنة السابقة.
بمعنى أن الفدان الوحد ينتج 10 آلاف طن من القمح ففي العام الماضي قامت مصر بزراعة حوالي 390 ألف فدان قمح العام الماضي مقارنة بهذه السنة حيث تم زراعة 440 ألف فدان قمح.
والجديد بالذكر أن الدولة في عهد الرئيس السيسي تبذل مجهود خرافي في إنتاج القمح لتكفي ذاتيا من هذة السلعة الاستراتيجية ولكن الأمر ليس بهذه السهولة. وللتغلب على شبح الحرب الأوكرانية خصصت الحكومة المصرية 87.2 مليار جنية في العام المالي الحالي لصالح دعم الخبز والغذاء مقارنة بـ 84 مليار جنية في العام المالي السابق في ميزانية الدولة ومن هذا المبلغ 87.2 مليار جنية في العام المالي الحالي تم تخصيص ما يقرب من 20.62 مليار جنية لبرنامج دعم الخبز.
وفي هذه النقطة أشار تقرير أن الهيئة العامة للسلع التموينية تعتبر أكبر مشتري للقمح المطحون في مصر وأوضح التقرير أنها استوردت 5.46 مليون طن من القمح المطحون في العام التسويقي 2020 – 2021 مقارنه بـ 6.33 مليون طن في عام 2019 – 2020، وكان أكبر الموردين الأجانب للهيئة هي روسيا بواقع 3.8 مليون طن وأوكرانيا 765 ألف طن، ثم فرنسا 240 ألف طن، ورومانيا بواقع 240 ألف طن،
وتعد الزيادة السكانية من المشكلات التي تواجها مصر لأنها تؤثر على اقتصاد الدولة.
تداعيات الحرب الروسية الأكرانية على الخبز في باقي دول العالم العربي
وبحسب ما أشارت بورصة شيكاغوا على ارتفاع القمح عالميا بنسبة 7% أي أن أسعار القمح ارتفعت من 360 دولا حاليا إلى 500 دولاً بسبب الحرب الروسية الأوكرانية. فإن تأثير سيكون أقوى في الأيام القادمة ولا سيما لبنان وتونس هذان الدولتين تعانين من أن الاحتياطي وطاقة التخزين لا يكفي احتياجاتها في الوقت الحالي سوى شهر ونصف، والعراق تعاني من نقص المياه فيكون أمام هذه الدول طريق القروض المستعجلة، فالأمر لن يكون مستديما بسبب ميزانيتها المرهقة مما يعني مزيد من التقشف العجز، وبالتالي الخوف من حدوث انتفاضات شعبية هذا بالنسبة إلى الدولتين السابقين ذكرهما أما بالنسبة للعراق هو تطوير بذور مقامة للجفاف.
ما هي البدائل لسوق الشرق الأوسط لضمان توفير الخبز
ونتيجة لشبح الحرب في أوكرانيا فإن سوق الشرق الأوسط الأكبر مستورد للقمح على مستوى العالم ليس بمنأى عن التأثير حيث كان يعتمد على استيراد القمح من روسيا أوكرانيا عبر مضيق البوسفور لأن تكلفة إنتاجه أقل وطرق نقله أقل لكنها سوف يلجأ على استيراده من الولايات المتحدة أو أستراليا، مما يعني دفع مزيد من تكاليف الشحن.