(وافق شن طبقة) هو مثل شعبي مشهور جدّاً يُقال عندما يتطابق شخصان بشكل كبير أو كامل.
كما نعلم فإنّ لكلّ مثل قصة و حكاية حتى تمّ إطلاقه، و كلّ مثل له غاية معيّنة، و حتى يومنا هذا ما تزال هذه الأمثال متداولة و لها اهتمام كبير بين النّاس.
وافق شن طبقة.. ما هي قصّة هذا المثل؟
كان هناك شابّ عربيّ يدعى (شنّ)، و كان يعيش مع أمّه و التي كانت قد أصرّت عليه مراراً و تكراراً أن يجد له عروساً و يتزوّج.
و بناءً على رغبة أمّه فقد انطلق مسافراً باحثاً عن عروساً له، و في الطريق اتّخذ رجلاً كبيراً رفيقاً له في طريقه، حيث اجتمعا معاً على نفس الطريق.
قال شن لرفيقه في بداية الطريق : أتحملني أم أحملك؟.. استغرب رفيقه من السؤال و ظنّه يتكلّم هراءً فقرّر عدم الرّد و تجاهل السؤال.
و بينما هما في الطريق إلى وجهتهما مرّا ببستان كبير تملؤه الأشجار المحمّلة بالثمار و الفاكهة الشهيّة، فسأل شن : هل يا ترى أكل صاحب الزّرع ثمره قبل حصاده أم لم يأكله بعد؟
استغرب رفيق طريقه من هذا السؤال و تضايق من هذه الأسئلة الغير مفهومة فطلب من شن أن لا يستمرّ في هذه الأحاديث المزعجة و الغير واضحة و إلّا سوف يفترقا.
بينما تابعا طريقهما مرّت بهما جنازة، فسأل شن : هل يا ترى الميّت فقيد أهله أم فقيد أمّته؟
لم يفهم رفيقه معنى السؤال أيضاً و قال لشن: هذا فراق بيني و بينك، لتواصل أنت السير في طريق و أنا في طريق.
ما هو تفسير أسئلة شنّ؟ و كيف اكتملت الحكاية؟
عندما وصل رفيق الطريق إلى بيته تحدّث لابنته عن أمر شنّ العجيب و عن أسلته.
تدعى ابنته طبقة فقالت: أظنّ أنّك ظلمته يا أبي، فلكلّ سؤال معنى حقيقيّ، فعندما قال أتحملني أم أحملك قصد هل تفتح معي أحاديثا لنهوّن علينا مشقّة الطّريق أم أفتحها أنا.
و أمّا سؤال عن صاحب البستان فقصد هل اقترض صاحب الأرض ثمن الزّرع قبل حصاده أم لا.
و بالنسبة لما قاله عن الميّت فقصد هل الميّت من أصحاب المقام الرّفيع و ذا منصب عالي في الدولة فيكون فقيد أمّته أم هو من عامّة الشّعب فيكون فقيد أهله.
شعر والد طبقة بخطأه و ذهب باحثاً عن شن في خان المدينة، و عندما وجده أخبره أنّه علم تفسير أسئلته و دعاه إلى بيته.
سأله شن من أخبره تفسير الأسئلة و عندما أجابه أنّها طبقة، قال شن : إنّ ابنتك ذكيّة جدّاً و قد سبقتني إلى روحي.
طلب شنّ يد طبقة للزواج و تزوّجا، و من ذلك الوقت يقول أجدادنا العرب ” وافق شن طبقة “.