تعتبر أفلام كوداكروم من أشهر الأفلام التي استخدمها كبار المصوريين حول العالم، والتي ارتبط اسمها بالعديد من الصور المشهورة عالميا، نظراً لجودتها العالية وألوانها النقية، ولكن ثورة التكنولوجيا الحديثة، والتطور السريع في عالم الكاميرات الرقمية، دفع شركة كوداك للاستغناء النهائي عن خدمات كوداكروم عام 2009، لتنتهي قصة نجاح بدأت عام 1935.
عشق المصور العالمي “ستيف ماكوري” للتصوير الفوتوغرافي، دفعه لأن يطلب من الشركة المصنعة آخر فيلم كوداكروم بالعالم، ليلتقط به آخر مجموعة من الصور التي ستصبح بعد ذلك الأشهر عالميا.
الفيلم الأوحد
كون الفيلم هو الأخير من نوعه، دفع ستيف للتفكير كثيرا قبل أن يلتقط أي صورة جديدة، بل جعله أيضاً يستخدم كاميرا أخرى لتجربة المشاهد التي يريد تصويرها، فأذا تأكد من مطابقتها للمواصفات الفنية المرجوة، تابع تصويرها بالفيلم الأوحد مستخدماً جميع مهارات التصوير التي اكتسبها عبر سنوات من التصوير الإحترافي.
من هو ستيف ماكوري
هو مصور أمريكي من مواليد 1950، اشتهر بتغطيته الصحفية للمناطق التي تشهد نزاعات مسلحة وحروب، زاع صيته كثيراً عام 1984 بسبب الصورة التي التقطها لفتاة أفغانية من مخيمات اللاجئين الأفغان في باكستان، ونشرت على غلاف مجلة ناشيونال جيوجرافيك كأشهر صورة في التاريخ، قام بالتصوير في كثير من الصراعات الدولية، مثل حرب الخليج، وحرب العراق وإيران، و الحرب السوفيتية الأفغانية، وحاز العديد من الجوائز العالمية في مجال التصوير الفوتوغرافي.
بداية الرحلة
تبدأ رحلة البحث عن اللقطات المناسبة لآخر فيلم كوداكروم، بالتعاون مع القناة الوثائقية الأشهر في العالم “ناشيونال جيوجرافيك” التي دعمت هذه الرحلة التي استمرت لستة أسابيع متواصلة، عبر ثلاث جولات واحدة بأمريكا، في مدينة نيويورك، واثنتان بالهند، في مدينة مومباي الشهيرة و قرية صغيرة تسمى راجاستان.
الجولة الأولى
بدأ ستيف جولته الأولى بالتجول في شوارع نيويورك، ولم يكن ماكوري قد حدد بعد ما الذي يريد تصويره، فحاول تصوير أماكن ومباني وكباري، لكن لم يلق أي منها طرسقه إلى قلب ستيف، فاتخذ قراراً بأن يخصص الفيلم الأخير للوجوه، التي يعتبرها الأفضل في التصوير، ويكفي أن يكون السبب في شهرته الواسعة هو وجه الفتاة الأفغانية، فقرر أن يصور وجها مشهوراً فتوجه إلى الممثل العالمي روبرت دي نيرو، الذي سمح له بثلاثون دقيقة ليلتقط الصورة الأولى من الفيلم الأخير.
الجولة الثانية
توجه ستيف إلى البلد التي يعشقها كثيراً، الهند الذي يعتبرها مصدراً طبيعياً للجمال والألوان الذاهية التي يفضلها فيلم كوداكروم، فتوجه إلى مدينة مومباي والتقط صورة للممثل الهندي الأشهر أميتابتشان، لما تشتهر به الهند من ولعها بالسينما والفن، قام بتصوير ممثلين آخرين، ثم أنهي جولته بمومباي ليتوجه إلى المكان الأخير في جولته.
الجولة الثالثة
توجه ستيف إلى قرية صغيرة تسمي راجاستان، بها الكثير من المواد الدسمة التي ستساهم مساهمة كبيرة جداً في إنهاء مشروعه الفني المميز، وبالفعل التقط ستيف العديد من الصور الغريبة لوجوه مميزة جداً ومثيرة للتساؤلات، حيث التقط صوراً لسحرة محليين غريبي الاطوار.
