السمك البلطي (وقد يُسمى سمك المشط) هو جنس من الأسماك يضمّ أنواعاً كثيرة منها سمك البلطي النيلي ذو الاسم العلمي Oreochromis niloticus والذي موطنه الأصلي أفريقيا ولاسيّما في مصر وغرب أفريقيا.
وقد توصّل الباحثون إلى سلالات جديدة من السمك البلطي النيلي تمتاز بمعدل نمو يفوق بنحو 30 في المائة معدل نمو السلالات التجارية الشائعة، مما يجعله قادراً على تعزيز الأمن الغذائي في مصر ولا سيما في المناطق الريفية.
وقد تمّ فعلاً تطوير سلالتين من السمك البلطي النيلي سريعتي النمو من خلال برامج التربية الانتقائية في دولتي مصر وغانا، تنمو إحداهما أسرع من السلالات التجارية السائدة بنسبة 28%، وفقاً لما أفاده رئيس الهيئة العامة لتنمية الموارد السمكية والتي هي جزء من وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي المصرية.
وتتمّ إدارة البرامج البحثية التي تمكنت من تطوير السلالات الجديدة من السمك البلطي النيلي من قبل منظمة الأبحاث الدولية غير الربحيّة والمختبر المركزي لأبحاث منظمة WorldFish العالمية غير الربحية وشركائها، وكان شروع هذه المنظمة ببرنامج التربية الانتقائية في مصر في عام 2000م.
وكما أفاد بعض الخبراء إنّ تربية الأحياء المائية تمثل 72% من إجمالي إنتاج الأسماك في دولة مصر، وتعدُّ مصر ثاني أكبر منتج لسمك البلطي بعد دولة الصين، كما أنّ مصر تمتلك حوالي 70% من إجمالي إنتاج الاستزراع المائي في أفريقيا.
وتستخدم برامج التنمية في دولتي مصر وغانا آلية الانتقاء الطبيعي، حيث يتمّ تربية الأسماك الصغيرة ذات النمو السريع من خلال الإشراف على تربية أجيال عديدة حتى يتم التوصل إلى أجيال ذات نمو سريع قياساً بغيرها ولا يتمّ اعتماد الهندسة الوراثية أو نقل الجينات أو هرمونات النمو بل بتم اعتماد آلية الانتقاء الطبيعي مما يجعلها آمنة صالحة للاستهلاك البشري من دون أي أعراض جانبيّة، ولكنّها حقاً عملية تستغرق وقتاً طويلاً حتّى تصل إلى نتائج مقبولة.
بل يرى المدير الإقليمي لشركة WorldFish أن اتاحة انتاج هذه السلالة للمزارعين من شأنه تعزيز الأمن الغذائي وتحسين صحة السكان من خلال خفض أسعار الأسماك وبالتالي جعلها في متناول الأفراد الأكثر فقراً في المجتمع.
علماً أنّ الجيل الثامن من هذه السلالة يصل معدل نموّه إلى حوالي 30% أسرع من معدّل نمو السلالة الرائجة، مما يجعله موردًا اقتصاديًا مهمًا يمكنه تعزيز الاقتصاد ودعم الأمن الغذائي للشعب المصري.
المصدر: scidev.net