على الرغم من الظروف الصعبة التي مرّ بها العالم في عام 2020 بسبب الوباء كان عاماً غنياً بالاكتشافات العلميّة، ومن الطبيعي أن يصاحب تلك الاكتشافات صوراً رائعةً توَثّق المُنجَز العلمي، وكالعادة يختار محررو المجلّات العلميّة العالميّة مثل Nature و National Geographic أفضل الصور العلمية في نهاية كلّ سنة، ولم يكن عام 2020 استثناءً من ذلك على الرغم من كثرة التحديات والصعوبات التي كانت في جعبته ولا سيما وباء كوفيد-19 الذي أعاق حركة السفر وجعل ممارسة الأعمال المعتادة بشكل عام في أقصى درجات التقييد والخطورة.
ولكن على الرغم من ذلك لا يمكن للحياة أن تتوقف عند هذا الجدار مهما كان قاسياً ومن هنا أخذت مسيرة العلم تشق طريقها في تقدّم مطّرد حتى شهد العالم في هذا السياق عدّة إنجازات علمية حظيت باحترام الجميع.
وفي هذه القائمة رصد مجموعة من المصورين والمحررين الشجعان أفضل الصور العلمية التي تمّ توثيقها في هذا العام وأكثرها تعبيراً.
1- صورة لذراع آلية في مختبر الروبوتات والأحياء بجامعة برلين التقنية
تمكنت هذه الذراع الآلية الجميلة في مختبر الروبوتات والأحياء بجامعة برلين التقنية من التقاط زهرة ورفعها ببراعة تساوي براعة اليد البشرية علماً أنها تعمل بقوة الهواء المضغوط، وجمال هذا المشهد يأتي من الانطباع الذي يكوّنه عن مدى تقارب الانسان والروبوتات التي لم تكن في أوَّل أمرها تشبهه أبداً.
2- صورة جنين سمكة المهرّج
احتلّت هذه الصورة وهي خاصة برصد مراحل نمو جنين سمكة المهرج ذات الاسم العلمي (Amphiprioninae) المرتبة الثانية من بين أفضل الصور العلمية في عام 2020 حيث تتكوّن الصورة من تجميع خمس صور لمراحل نمو هذه السمكة بدءاً من بضع ساعات بعد عملية التخصيب إلى بضع ساعات قبل عملية التفقيس، إذ تمّ التقاط هذه الصور المذهلة في الأيّام الأوّل والثالث والخامس والتاسع من تطورها. حيث تظهر بوضوح مراحل نمو جنين سمكة المهرج داخل البيضة في هذه المدّة.
3- صورة واضحة للكويكب بينو Bennu
تمّ في عام 2020 التقاط صور واضحة للكويكب الغامض Bennu والذي كان قد دخل في وقت سابق في الفضاء القريب من الأرض، حيث تم إطلاق محطة OSIRIS-REx إلى الفضاء في سبتمبر عام 2016؛ ودخلت فعلاً في مدار الكويكب Bennu في نهاية ديسمبر من عام 2018، وكان الهدف الرئيسي من هذه الرحلة الفضائية هو دراسة هذا الكويكب وهو جسم سماوي صغير من مجموعة أبولو، تم اكتشافه في عام 2013.
وبفضل البيانات التي تم الحصول عليها من هذه الرحلة، في العام الماضي، قرر الباحثون أنّ الكويكب الغامض دخل الفضاء القريب من الأرض منذ 1.75 مليون سنة، كما جاء في مقال نُشر في مجلة Nature.
و في الصورة التي أمامك، يمكنك أن ترى بوضوح كيف قامت المركبة الفضائية في 20 أكتوبر من عام 2020 بتجميع بعض المواد من الكويكب وبعد بضع ثوانٍ أقلعت المركبة عائدة إلى الأرض تحمل الصخور والغبار الذي حصلت عليه من الكويكب، وهي مهمة جداً من الناحية العلمية من جهة أن تاريخها يعود إلى تاريخ ولادة النظام الشمسي.