في الآونة الأخيرة؛ انتشرت بعض العبارات على ألسنة وأقلام جموع أبناء الأمة الإسلامية للذب عن النبي الكريم أشرف المرسلين وخاتم النبيين صلوات ربي وسلامه عليه، ومن أشهرها قول “يا حبيبي يا رسول الله” وقول “إلّا رسول الله” ، وفي هذا الصدد أشار البعض إلى أن العبارة الأخيرة ربما تحمل معنى مُغالط عن المعنى المقصود من استخدامها، وتعددت آراء الفقهاء في هذا الأمر، وهذا ما سوف يتم الإشارة إليه في السطور التالية.
حكم قول عبارة إلا رسول الله
الرأي الأول:
أشار موقع (إسلام ويب) في الفتوى رقم (123964) إلى أن تلك العبارة لا تحمل أي مخالفة شرعية؛ حيث أن من يُرددها لا يقصد معنى أن كل ما هو دون رسول الله مباح إهانته وسبه، ولكنها إشارة إلى أن عظيم شأن وصفات ومكانة رسول الله في قلب كل مسلم؛ فهو صلوات ربي وسلامه عليه أعلى البشر قدرًا وأكثرهم حرمة، وبالتالي؛ إذا تهاون المسلم في حق نفسه؛ فإنه لا يُمكنه أن يتهاون في حق رسول الله، كما أن رفع هذا الشعار إنما يُعد من أهم أوجه مناصرة الله ورسوله.
الرأي الثاني:
في فتوى أخرى تم رفعها من خلال موقع (الإسلام سؤال وجواب) في إجابة على السؤال رقم (116138) ؛ تمت الإشارة إلى أن من يستمع إلى عبارة إلا رسول الله من غير بني الإسلام؛ قد يظن أن الإسلام والمسلمين يُبيحون سب كل شيء وأي شيء بخلاف رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، وقد تم تفسير ذلك عى النحو التالي:
- عند قول (إلا رسول الله) فقط بدون ذكر المستثنى منه؛ فإن ذلك يُعني قول سبُّو أي أحد وأي شخص إلا الرسول؛ وهو بالطبع معنى لا يستقيم مع مبادئ الإسلام.
- أما قول (كل شيء إلا الرسول؛ لا تقربون حماه، وحرمته، ومقامه)؛ بإضافة المستثنى منه؛ فهنا يكون المعنى أكثر بلاغة وأكثر تعبيرًا عن مقصد القائل ولا يُخالف مبادئ الإسلام.
اقرأ أيضًا: فضائل قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة
وبناءً على ما سبق ؛ فإننا نجد تباين في آراء الفقهاء حول حكم قول عبارة إلا رسول الله ، ويُذكر أن ذِكر المستثنى منه يكون أبلغ وأضمن في إيصال معنى العبارة إلى الآخرين، وأخيرًا؛ فإن الأمر يتوقف على النية والمقصد الذي يرغب المسلم في توصيله إلى الآخرين؛ وهو بالطبع نية ومقصد خير لتوضيح شأن ومكانة نبينا الكريم لدى أُمَّته.