عرض المفكر السياسي ومدير مكتبة الإسكندرية، الدكتور مصطفى الفقي، الخيارات السياسية البديلة أمام مصر لحل أزمة سد النهضة، وذلك بعد فشل المفاوضات والإعلان عن انتهائها تماماً في ظل تعنت الجانب الإثيوبي وعدم رغبته في التجاوب لوضع حلول وقواعد للوصول لنقطة اتفاق تُرضي جميع الأطراف، لافتاً أنه هناك ثلاث خيارات سياسية لحل أي نزاع سلمياً وهي، المفاوضات، الوساطة والتحكيم، مستبعداً الخيار العسكري.
الفقي يعرض عن الخيارات السياسية لحل أزمة سد النهضة
وأضاف الفقي، خلال حواره مع برنامج “يحدث في مصر” عبر سكايب، والمذاع عبر قناة “إم بي سي مصر” الفضائية، أن الخيار السياسي الأول وهو المفاوضات فقد تم الانتهاء منه بعد الفشل في إتمامه وسط تعنت الجانب الإثيوبي، والذي عمد إلى استهلاك الوقت لكي يقوم باستكمال بناء السد، وأن هذه النظرية هي نفس النظرية التي تقوم بها إسرائيل في استثمار الوقت لصالحها أثناء المفاوضات التي تتم مع الفلسطينين، عندما تتفاوض من جانب وتعمد إلى استكمال بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية.
وتابع الفقي، أن تصريح الدكتور سامح شكري وزير الخارجية، حول أزمة سد النهضة، وأن مصر أمامها العديد من الخيارات السياسية للحصول على حقها في مياه النيل، يُبعد عن الأذهان فكرة التدخل العسكري لحل تلك الأزمة، مضيفاً أن هذا الخيار غير وارد نهائياً بالنسبة للجانب المصري، لافتاً أن تلك الأزمة مع أشقاء وأنه لا يجوز أن يكون هناك تدخل عسكري بين الأشقاء والذين يشتركون في مياه واحدة ويشربون من نهر واحد، مضيفاً أننا باقون في المنطقة ولا يمكن أن نصنع عداوات تصل إلى حد الحروب.
فشل مفاوضات سد النهضة
واستطرد الفقي، أن حل أزمة سد النهضة عن طريق الخيار العسكري ستكون مغامرة كبيرة، لافتاً أن الحروب تجربة أليمة وليس لها رابح في النهاية، وأن ذلك قد يفتح باب للصراع الذي قد لا ينتهي أبداً، وأن الخيار العسكري سيسمح لحالة استقطاب دولي وإقليمي لصالح كل طرف من أطراف النزاع وذلك على حساب العلاقات الطبيعية مع الطرف الأخر، مشدداً على أن الحلول السلمية قد تكون أوقع وأكثر تأثيراً من الحلول العسكرية، وتابع مستنكراً من تصريحات الجانب الإثيوبي التي لوح فيها عن الحرب لحل أزمة سد النهضة.
وقد أعلن وزير الري المصري محمد عبد العاطي، أمس، فشل وانتهاء مفاوضات سد النهضة، وذلك بعد التعنت من الجانب الإثيوبي وعدم التوصل لحل مشكلة ملئ السد والأثار السلبية التي ستعود على مصر والسودان وتأثر حصتهما التاريخية في مياه النيل.