أصبحت مصر ما بين أزمتين وكلاهما مرتبط بمسألة حياة الشعب المصري، فمصر ما بين أزمتي فيروس كورونا وسد النهضة، وتندلع أزمة ملء السد من وقت لآخر وتدخل كل من مصر والسودان في مباحثات مع إثيوبيا دون نوع من الاستجابة الحقيقية من إثيوبيا. فالدولة المنشأة للسد ما زالت تعمل على تشييده نظرا لقرب قدوم موسم المطار عندهم دون أي نظر لحقوق مصر والسودان الدولية في الحصول على المياة. ومن هنا بدأت مصر في اللجوء إلى مجلس الأمن.
تزايد الضغوط الدولية على إثيوبيا بشأن سد النهضة
وفقا لوكالة أنباء “بلومبرج” فغنها قد رصدت تزايد الضغوط الدولية التي تطالب إثيوبيا باستئناف المحادثات بشأن خططها لبدء ملء خزان السد الضخم التي تعارضه مصر. حيث تنوي إثيوبيا في البدء في ملء السد مع بداية موسم الأمطار لديها والذي هو قادم في شهر يوليو. وتصر مصر على أن يكون لها رأيا في المدى الزمني الذي يمتلئ فيه السد.
وقد حثت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي الجانبين في حل تلك الأزمة بشكل سلمي، خاصة وأنه يتوقف عليها حياة شعوب. بل وانضمت الصين كذلك لحل الخلاف القائم على ملء سد النهضة. ونقلا عن تشانج جاوهوي -مسئول الشئون السياسية بالسفارة الصينية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا- فإنه يأمل أن يكون من الممكن حل الخلافات بين البلدين بطريقة سلمية قدر الإمكان.
استئناف محادثات ثلاثية بشأن أزمة سد النهضة
وتأتي تلك الضغوط الخارجية بينما رئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد على” يركز باتجاه آخر حيث المفاوضات التي تجرى مع الدائنين للحصول على إعفاءات من سداد الديون. فمن المتوقع أن توقع إثيوبيا خلال الأيام القادمة على التأجيل مع “نادي باريس” في الأيام القادمة لإتاحة الأموال الكافية للتعامل مع تداعيات جائحة كورونا بالبلاد.
من جانبها أعلنت الحكومة السودانية أمس أنها تعمل على استئناف محادثات ثلاثية. ووفقا لتصريحات وزير المياه الإثيوبي فإن رئيس الوزراء “آبي علي” قد تلقى رسالة من رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي والتي أعربا فيها عن دعمهما للمحادثات الثلاثية، ومن جانبها حثت الأمم المتحدة الدول الثلاث بحل أزمة سد النهضة بطرق سلمية. وما يجعل إثيوبيا متمسكة بعملها على السد هو أنه سيكون أكبر سد للطاقة الكهرومائية بأفريقيا وتخطط إثيوبيا لتصدير الكهرباء إلى الدول المجاورة ، تخفيفا لما تعانيه بشكل كبير من نقص في العملة الأجنبية.