ما زالت الدراسات العلمية بشأن فيروس كورونا مستمرة سواء فيما يتعلق بطبيعته أو بأعراضه، أو بالأسباب التي تجعل أشخاص يُصابون به وآخرون تستطيع مناعتهم مقاومة الإصابة به، وكذلك فيما يتعلق بتزايد نسب الوفيات في دول دون غيرها،حيث أصبح في الوقت الحالي الشغل الشاغل لكثير من الجامعات والمراكز العلمية محاولة الوصول بناءً على تلك الدراسات إلى علاج لتلك الجائحة التي تسببت في ذعر كبير حول العالم.
دراسة بريطانية حول الوفاة بفيروس كورونا
وفي إطار ذلك قام علماء في جامعة شرق إنجلترا بالتعاون مع آخرين في مستشفى الملكة إليزابيث البريطانية، بإجراء دراسة علمية في محاولة منهم لفهم أسباب ارتفاع الوفيات في دول دون غيرها وقد شملت الدراسة فحوصات وإحصائيات متعلقة بعشرين دولة أوروبيةـ، خاصة بعد تفشي الوباء بشكل كبير في القارة العجوز وقد خلصت تلك الدراسة إلى أن نقص فيتامين D يؤدي إلى زيادة معدلات الوفيات.
حيث أنه بالفعل وجد أن الدول الأوروبية الثلاثة الأكثر في معدلات الوفيات وهي إيطاليا وأسبانيا وفرنسا، هي أقل الشعوب في القارة في مستويات هذا الفيتامين وأن معظمهم يُعاني نقص شديد فيه، وهذا كذلك أحد أسباب ارتفاع تلك النسبة بين كبار السن حيث يعانون من نقص ذلك الفيتامين هم أيضًا.
توصيات الدراسة بشان فيروس كورونا
وفي هذا الإطار جاءت الدراسة بتوصية مهمة تتعلق بضرورة الحفاظ على معدلات جيدة من فيتامين D داخل الجسم، سواء عن طريق تناول العقاقير الغنية به أو الحصول عليه من المواد الغذائية التي تحتوي على نسبة كبيرة منه مثل الأسماك والألبان، وكذلك التعرض لأشعة الشمس ولو لنصف ساعة يوميًا يحافظ على معدلات جيدة منه داخل الجسد، ولعل هذه النقطة الأخيرة هي أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت من قارة أفريقيا أقل عرضة بالإصابات والوفيات بهذه الجائحة.
ولعل تلك الدراسة قد حملت بشرى سارة للمصريين والأفارقة بشكل عام فيما يتعلق بفيروس كورونا، ولعلها كذلك قد قدمت تفسير علمي لقلة الإصابات والوفيات في القارة السمراء برغم ضعف الإمكانيات الطبية مقارنة بدول العالم المتقدم وعلى رأسها الولايات المتحدة التي سجلت حتى الآن أعلى معدلات إصابة ووفيات.