بالرغم من برودة الجو والتي لا يتحملها من ينامون على أسرتهم في بيوتهم وسط أولادهم، فهناك من الشباب من جار عليهم الزمان ويعيشون في الشوارع يفترشون الأرض ويلتحفون بالسماء، وهذا لا ينبغي أن يحدث أبداً في مجتمع مسلم وصف النبي أفراده بقوله “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً”.
ففي شارع محمد محمود وبالقرب من ميدان التحرير وأمام سنترال باب اللوق عاش الشاب خالد ثلاثة عقود من عمره “31 سنة” كاملة في الشارع وفي صندوق حديدي لا يتعدى المتر الواحد في المكان المذكور، لعدم وجود مأوى له.
هذا الشاب كان ضحية والدية، حتى تفرقا والديه وكل منهما تزوج وتركا أولادهما “خالد وأخته” بدون رعاية أو مأوى، فماتت أخته محروقة وترك هو بلده “الفيوم” وجاء إلى القاهرة بالقرب من ميدان التحرير وهناك قضى حياته وليله في هذا القفص الحديد الذي يحميه من برد الشتاء وحرارة الشمس في الصيف، وكان الناس يعطونه الطعام والشراب، ويقضي يومه بالشارع وليلة بالقفص.
وبعد 31 سنة من العذاب قام بعض الشباب بتوصيل الشاب خالد لفرقة رعاية المتسولين التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، وبالفعل تم التواصل ونقل خالد إلى غرفة بسرير وأغطية بألوان مختلفة، وتم توقيع الكشف الطبي عليه وتأهيله وتبدل الحال وتحسنت أحواله.
