شهدت مدينة طنطا مفاجأة في حفل زفاف أسامة وعلا العروسين اليتيمين، وكانت المفاجأة غير متوقعة لهما، ولم يخطر ببالهما أن يحدث ذلك، وكأن الله يكافئهما فجبر بخاطرهما وحدث في فرحمهما ما لم يحدث في أي حفل زفاف آخر بشهادة جميع الحاضرين وصاحب القاعة التي أقيم فيها ليلة عمرهما.
وبدايةً فاليتم ليس عيباً، فلقد نشأ النبي صلى الله عليه وسلم يتيماً، فمات أبوه وهو حمل في بطن أمه، وماتت والدته وهو السادسة من عمره، وبالرغم من ذلك أحيا الله ذكره في العالمين وهدى الله به البشرية جميعاً بعدما أخرجهم من ظلمات الشرك إلى نور الإسلام.
ففي مدينة طنطا وفي إحدى دور الأيتام بها نشأ وترعرع كل من أسامة وعلا، ولما كبرا قررا الزواج، وفي أحد مساجد طنطا تم عقد قرانهما وظهرا وحيدين أمام المأذون خلال كتب الكتاب، وكان جملة من حضر معهم في المسجد لم يتعدوا أصابع اليد الواحدة، من بعض مسؤولي دار الأيتام، وأثر هذا الموقف في أحد الحاضرين فاتخذ قراراً فورياً بدعوة جميع أهالي طنطا على حفل زفافهما وذلك من خلال منشور على الفيس بوك.
وما هي إلا ساعات وانتشر منشور دعوة أهالي طنطا لحضور فرح عروسي طنطا اليتيمين أسامة وعلا، وخلال الفرح حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث اكتظت قاعة نقابة الزراعيين في طنطا بالمعازيم وحضر حفل زفافهما ما يزيد عن 6000 شخص، ورفض أسامة تلقي أي تبرعات أو نقطة خلال الفرح وسط حالة من السعادة التي لا توصف والتي ظهرت على وجوههما خلال ليلة العمر.
وفي أول تعليق لعريس طنطا “اسامة” على ما حدث، قال أن ما شاهده كان دعم معنوي كبير، مضيفاً أنه كان يريد وقوف الناس بجواره كأخوة ومحبة وليس شفقة، وأضاف أن والدته في دار الأيتام قالت له بعد نشر أحد أصدقاءه بوست على الفيس بوك أن ما حدث يعتبر تشهير واستنكرت هذا الأمر.
وهذا ما جعله يخرج لايف على صفحته الخاصة، وأكد خلال اللايف أنه لم يطلب مساعدة من أحد، مشيراً إلى أنه لن يتنازل عن حقه القانوني في كل من شهر به هو وعروسته، إلا أنه عاد وحذف الفيديو بعد الذي شاهده خلال حفل الزفاف وحضور الآلاف من طنطا وخارج طنطا، مؤكداً أنه كان سعيداً جداً هو وعروسته في تلك الليلة التي لن ينساها.
وحضر زفاف أسامة وعلا المئات من الأسر بأكملها وكان فرحة كبيرة للعروسين ولجميع الحاضرين، وأقيمت العديد من الفقرات الغنائية والإستعراضية بالقاعة في شارع الجيش بطنطا، وذلك في يوم سيظل خالداً في أذهان العروسين وجميع من حضر الفرح والذين أكدوا جميعاً أن هذه هي مصر وهؤلاء هم أهلها الطيبيين داعين الله تبارك وتعالى أن يبارك لهما وأن يبارك عليهما ويجمع بينهما في خير ويرزقهما الذرية الصالحة.