أتى من بين أحضان جبال الألب ونهر الراين ، تاركا ورائه بلاد الشيكولاتة السويسرية ، وحط رحاله فى الشرق الأوسط وتحديدا فى قاهرة المعز ، معلنا خوض تحديا جديدا فى مسيرته التدريبية مع نادى القرن و أشهر أندية الشرق الأوسط وهو النادى الأهلي ، إنه رينيه فايلر المدرب السويسري الذى تولى الإدارة الفنية للقلعة الحمراء فى نهاية شهر أغسطس الماضى.
فايلر صاحب سيرة ذاتية ليست بالمبهرة مما أصاب أنصار ومشجعى النادى الأهلى بالإرتياب والخوف من عدم تحقيق أحلام وطموحات المارد الأحمر فهو تولى تدريب اندية سانت جالين وشافهاوزن وأراو السويسرية على الترتيب منذ عام 2006 وحتى عام 2014 ، لم يحقق فيهم أى إنجاز يذكر غير تحقيق لقب دورى الدرجة الثانية السويسرى مع نادى أراو عام 2013 ، ثم إنتقل للجارة الألمانية متوليا تدريب نادى نورنبيرج منذ عام 2014 وحتى عام 2016 ، ثم كانت المحطة الأبرز فى مشواره التدريبيه مع نادى أندرلخت البلجيكى الشهير وحاز معه على بطولة الدورى البلجيكى الممتاز ( جوبيلر برو ليج) عام 2017 وكأس السوبر البلجيكى فى نفس العام ، لتنتهى مغامرة المدرب الشاب مع الفريق البلجيكى فى سبتمبر 2017 .
ويعود فايلر إلى الديار مرة أخرى عبر بوابة نادى لوزيرن فى تجربة لم تستمر لأكثر من ثمانية أشهر ، لتنتهى علاقته بالنادى فى فبراير 2019.
وفى خطوة جريئة من مجلس إدارة النادى الأهلى تم التعاقد معه فى نهاية أغسطس الماضى بعد دراسة متأنية لعشرات من السير الذاتية لمدربين أجانب.
وحقق المدرب – صاحب الستة وأربعون عاما – إنطلاقة مثالية مع المارد الأحمر وذلك بحصد العلامة الكاملة فى أول ثلاث مباريات الدورى المحلى بالفوز على سموحة بهدف للاشئ ، وسحق الإنتاج الحربى برباعية نظيفة ، قبل أن يواصل عروضه المبهرة بإمطار شباك نادى أسوان بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد ، فضلا عن تخطى عقبة نادى كانو سبورت الغيني والصعود لدور المجموعات فى دورى أبطال إفريقيا.
وإكتملت ثقة أنصار حامل لقب الدورى المصرى فى مدربهم السويسري بفوزه على غريمه التقليدى نادى الزمالك وتحقيق لقب كأس السوبر المحلى بعد الفوز عليه بثلاثية مقابل هدفين.
ورفعت تلك النتائج القوية والأداء المميز لفايلر مع النادى الأهلى سقف طموحات أنصار ومشجعى الفريق وتصاعدت الامال فى تحقيق موسم إستثنائى ، خاصة فيما لو نجح فى مهمة إستعادة لقب دورى أبطال إفريقيا الغائب عن دولاب بطولات الفريق منذ عام 2013
وفى مفاجأة من العيار الثقيل , كشف مدرب الأهلى الحالى أن مواطنه كريستان جروس مدرب الزمالك الأسبق هو من نصحه بتدريب الأهلى بشكل واضح وصريح.
وأكمل – فى حواره المطول لأحدى الصحف السويسرية مطلع أكتوبر الحالى – أن لاعبى الأهلى يتميزوا بالقوة البدنية والسرعة والروح القتالية العالية.
وإنتقل فايلر للحديث عن حياته اليومية بالقاهرة موضحا أن هناك إختلافا بين القاهرة وسويسرا كثيرا من حيث نمط الحياة والمناخ والإزدحام المرورى الكثيف ، وأبدى إعجابه بالطعام المصرى واصفا إياه بالممتاز وخاصة الأسماك وأنواعها الكثيرة على ضفاف النيل.
وردا على سؤاله عما يفتقده من بلاده ، أوضح أنه يفتقد الأسرة والأصدقاء والطبيعة والهدوء.
وأتم أنه يسعى إلى إكتشاف ثقافات وافاق مختلفة والتعرف على سوق جديد فى كرة القدم.