أصبحت الشهامة والرجولة الآن تتسبب في وفاة أصحابها بطرق بشعة، ولكنها أقدار وأعمار، وما يفعله الإنسان من خير في دنياه يلقاه يوم القيامة حينما يلقى الله، وليس أدل على ذلك من قصة الشاب محمود البنا الذي كان ضحية الرجولة الحقيقة التي يعرفها المصريون.
ففي محافظة المنوفية وبالتحديد في مدينة تلا، وبعدما خرج الشاب محمود البنا “طالب بالثانوية العامة” من دروسه، فإذا به يجد شاب آخر يدعى محمد راجح معروف ببلطجته وبثراءه وعائلته التي منها اللواء فلان والعقيد علان، يقوم بالتحرش بفتاه ويضربها، فما كان منه إلا أنه تدخل ومنعه من الاعتداء عليها وانتهى الموقف بمشادات خفيفة.
وفي اليوم التالي نزل محمود البنا إلى دروسه كعادته فإذا به بمحمد راجح ينتظره ومعه ثلاثة آخرون فأمسك به أحدهم وقام آخر برش شئ على وجه والثالث ضربه بخشبة أما الرابع وهو القاتل الأساسي محمد راجح فسدد له العديد من الطعنات في الرقبة والبطن حتى فارق الحياه، وخرج أهالي تلا عن بكرة أبيهم منددين بالواقعة ومطالبين بالقصاص من القاتل والذي له سوابق أخرى مماثلة من بلطجة وتحرش يعرفها كل أهالي تلا، وكان يخرج منها بالواسطة والمحسوبية.
إلا أن واقعة محمود البنا ستكون القاضية علي بلطجة راجح حيث أخذ الموضوع طابع إعلامي وشعبي كبير، وتصدر وسم راجح قاتل وإعدام راجح وسائل التواصل على مدار الأيام الماضية وخاصة “تويتر”، واستشهد محمود البنا ضحية الرجولة والشهامة.
وقام محافظ المنوفية بالذهاب لمنزل الشهيد محمود البنا وقبل يد والدته متعهداً بأخذ حقه قائلاً “لو مجبتش حق محمود مش هقعد في مكاني دا لحظة واحدة.
وفي سياق متصل وفي تطور جديد في قضية مقتل محمود البنا طالب الثانوية على يد محمد راجح، أكدت قيادة أمنية بمديرية أمن المنوفية أن “شهر ينقذ راجح من الإعدام” حيث أن راجح لملم يتم الـ18 سنة وباقي على إتمامه السن القانوني “شهر” لأنه سيكمل عامة الـ18 في 11 نوفمبر القادم، ووفق قانون الطفل فإنه يمنع تنفيذ عقوبة الإعدام على كل من كانوا أقل من السن القانوني، وأقصى عقوبة يمكن أن يحصل عليها راجح هي 10 أو 15 سنة حبس وفق قرار محكمة الجنايات، ومن الممكن أن يخرج في نصف المدة.