أصبحت الشهامة والرجولة الآن تتسبب في وفاة أصحابها بطرق بشعة، ولكنها أقدار وأعمار، وما يفعله الإنسان من خير في دنياه يلقاه يوم القيامة حينما يلقى الله، وليس أدل على ذلك من قصة الشاب محمود البنا الذي قتل على يد محمد راجح بمدينة تلا في المنوفية.
ففي محافظة الشرقية بقرية العزيزية لقى شابان توأمان “حسام ووليد” مصرعهما نتيجة الشهامة في محاولة لإنقاذ أم وأطفالها، فحسام ومحمود ولدا سوياً وأبيا إلا أن يموتا سوياً.
ففي قرية العزيزية التابعة لمركز منيا القمح بالشرقية،ضحى حسام ووليد بأرواحمهما لإنقاذ أم وأطفالها من النيران، ففي مساء أول أمس وبينما التوأمان يسيران في الشارع إذ بهما يسمعان صراخ سيدة وأطفالها أحاطت بهم النيران من كل اتجاه، وبشجاعة نادرة تمكنا التوأمان من الوصول إلى المنزل الذي نشب به الحريق وتمكنا من إنقاذ الأم وأطفالها.
وقبل أن يخرجا من المنزل انفجرت أنبوبة البوتاجاز وأصابت الشابين اللذاب لم يبلغا الخامسة والعشرين من عمرهماـ فأصيبا بحروق تعدت الـ75%، وتوفي حسام متأثراً بالحادث أمس الجمعة ومنذ قليل لحق به وليد، وكأنهما تعاهد أن يولدا ويموتا سوياً، وشهدت جنازتهما حضور الآلاف من الأهالي الذين جاءوا من كل فج عميق ليشيعا الرجولة والشهامة في أبهى صورهاـ فرحمة الله عليهما ونسأل الله أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.
لعل الله أن يبعدهما عن النار وينقذهما من حريقها كما فعلا هما مع السيدة وأطفالها