حذر عدد من الخبراء والمتخصصين بالمركز القومي للبحوث من أضرار تناول الفسيخ لتسببه في العديد من المشكلات الصحية التي تؤدي في أغلب الأحيان إلى مضاعفات قد يترتب عليها الوفاة.
من جانبه قال الدكتور محمد السيد، الأستاذ بشعبة البحوث الطبية بالمركز القومي للبحوث، إن تعرض الأسماك خلال عملية التفسيخ وتركه في الخلاء ليتحلل يجعله يتعرض للتلوث بالبكتيريا، مما يؤدي إلى الإصابة بنوبة إسهال وضيق في التنفس وحدوث شلل بالعضلات، كما قد يؤثر في الجهاز العصبي للإنسان وقد يؤدي في النهاية إلى حدوث الوفاة.
وأشار إلى أنه يقوم بعض التجار عادة ببيع الفسيخ قبل أن تتم عملية التفسيخ أي قبل 3 أسابيع من تمليحه، ولذا يكون حاملا للطفيليات التي تنتقل إلى الإنسان، مما يتسبب في حالة من المرض أعراضها مغص شديد وقيء وقد يؤدي إلى حدوث جلطات بالأوعية الدموية، موضحًا أن من يتناول الفسيخ يتعرض بكثرة إلى الإصابة بأضرار صحية على المدى الطويل، وذلك نتيجة الأملاح الزائدة التي يحتويها مثل الإصابة بارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي وانفجار الأوعية الدموية.
وأكد الأستاذ بشعبة البحوث الطبية بالمركز القومي للبحوث أن الدراسات العلمية أثبتت وجود بعض الطفيليات والبكتريا في هذه الأسماك بالرغم من الملوحة التي تتميز بها، وذلك بسبب طريقة تصنيعها، حيث تترك الأسماك في العراء إلى أن يحدث لها بعض التحلل أو الانتفاخ، ما يسمى بعملية “التفسيخ”، والتي يصاحبها في معظم الأحيان حدوث التلوث بالبكتريا الممرضة عن طريق الذباب.
وأكد السيد أنه من ضمن خبايا عملية تصنيع الفسيخ أنه عادة ما يتم عمل التفسيخ أولا لأسماك البوري لمدة 2 إلى 3 أيام، ثم توضع الأسماك في صفائح مغلقة وعند استخدام الصفائح في هذه العملية تتكون أكاسيد الحديد السامة، بالإضافة إلى أن المنتجين يعيدون استخدام المحلول الملحي المتواجد بالصفائح في التخليل مرة أخرى، مما يساعد على التعفن لأن المحلول القديم يحتوى على دهون من الأسماك سابقة التخليل تساعد في هذه العملية.
وأكد أن حفظ الأسماك بعملية التفسيخ هو إحدى الطرق القديمة جدًّا في مصر، وترجع إلى عهد الفراعنة، مشيرًا إلى أن هذا المنتج يوجد فقط في مصر، وترفضه باقي دول العالم، باعتباره سمكًا ميتًا فاسدًا متعفنًا، ولا تضع له مواصفات قياسية.