عندما ارتكزت رؤوسهم على الأرض كانوا يتحدثون إلى ربهم، يخبروه عن أحلامهم والأمنيات، إلا أن صوت الرصاص اخترق صمت الدعاء، وأصبح الموت أقرب من الوقت المتاح لتحقيق ما يتمنون، ليسقط 50 مسلما في الهجوم الذي شهده مسجدين بنيوزيلندا الجمعة 15 مارس.
قصص كثيرة لضحايا المسجدين بنيوزيلندا بدأت في الظهور، فأغلب الـ50 كانوا يحلمون بحياة جديدة في بلد يبعد كثيرا عن موطنهم الأصلي، بعضهم هربوا من موت في بلادهم إلى الموت أيضا في بلاد بعيدة.
فمن زوجة رفضت أن تترك زوجها القعيد ليواجه مصيره بمفرده فماتت بدلا منه، للاعب كرة صالات كان يأمل في الحصول على مستقبل باهر .
الزوج نجا من الموت بسبب شجاعة زوجته
في عام 1994 قرر الزوجان فريد الدين وحسنى بارفين الهجرة من بنجلاديش إلى نيوزيلندا للبحث عن حياة مختلفة عن تلك التي كانوا يعيشونها في بلادهم، إلا أن الزوج أصابه المرض ولم يعد قادر على الحركة سوى باستخدام كرسي متحرك تصطحبه به زوجته إلى المسجد كل جمعة لأداء الصلاة.
وكالمعتاد اصطحبت حسنى زوجها إلى المسجد لصلاة الجمعة، وتركته وذهبت إلى المسجد المخصص للسيدات، ولكن مع سماعها لصوت إطلاق النار انطلقت إلى المكان الذي يتواجد به فريد الدين، لتحميه بجسدها الذي تلقى الرصاص القاتل بدلا منه، وقال أقربائها أن الزوج نجا من الموت بسبب شجاعة زوجته.