التاريخ كتاب مفتوح للجميع ومرآة حقيقية لأخطاء الماضي للاعتراف بها في الحاضر والتعلم منها لتجنب الوقوع بها في المستقبل، في كل فترات الاستعمار القديم والحديث تجد نفس الأسباب والمعطيات واحدة لدخول البلدان العربية، إما بتأجيج الصراعات أو اللعب على وتر الدين وصناعة الطائفية، ونحن نشرب من نفس الكأس مرات عديدة ولا نتعلم.
نبهر بالتقدم ونتحدث عن الديمقراطية في دول الغرب وننسى جرائمهم ضد الإنسانية،نتعلم منهم حقوق الإنسان وعندما يستعمرونا يعاملونا مثل الحيوان.
الحملة الفرنسية التي قامت على مصر لجعل مصر مستعمرة فرنسية بقيادة الجنرال كليبر أذاقت المصريين العلقم جراء ما لحق بهم من قهر وتعذيب وإذلال، لقد عاين سليمان الحلبي أشكال اليأس والظلم والقتل بأفراد أمته، فقام بعملية فدائية وقتل قائد الجيش الفرنسي كليبر وخلص البشرية من شره فتم القبض عليه وقتله دعاة التقدم والرقى بأن وضعوا أداة حادة تدخل من مؤخرته تمزق أحشاءه تمزيقا من الداخل وهو حي، ليتركوه على هذا الحال أيام لتنهشه الطيور الجوارح، ولم يكتفوا بما فعلوه حيا فأخذوا جمجمته ميتا ليحتفظوا بها في متحف الإنسان بباريس وكتبوا تحتها “مجرم “، وعلى الجانب المقابل هناك جمجمة لفيلسوف فرنسا ديكارت ومكتوب تحتها “عبقري”.
حالة من التناقض يعيشها دعاة الحرية والتقدم يتحدثون عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وهناك في متحفهم جريمة ضد الإنسانية، اليوم سقطت الأقنعة وأتمنى من الجميع أن يفيق من غفلته ويعرف أن أبسط حقوق الإنسان هو تكريم الإنسان وليس في ترديد الكلام واستيراده من الخارج.
من ينبهر بالحرية والديمقراطية والتقدم في فرنسا عليه أن يقرا التاريخ جيدا ليعرف أن هذا التقدم ارتوى من دماء الوطن العربي ومن يتحدث عن حقوق الإنسان في فرنسا عليه أن يصمت للأبد.