أن تسعى للتعلم والتطوير خارج أسوار الجامعة، وألا تتخذ ضعف الإمكانيات وصعوبة الظروف ذريعة للثبات والفشل، أمر يستحق أن نصفق لمن يتخذونه نهجًا يسيرون وفقه، ويسعون لتطبيق ما تعلموه وأن يستفيدوا ويفيدوا غيرهم.
فريق Kafr El Sheikh Racing والذي فاز بجائزة أحسن تصميم سيارة، خلال مشاركته في EVER Egypt رالي القاهرة الأول للسيارات الكهربائية محلية الصنع، في مشاركة مشرفة حتى وصل للنهائي الذي أقيم بالعاصمة الإدارية يوم 13 أكتوبر الماضي.
هم مجموعة طلاب جمعتهم رغبتهم في التعلم والنجاح وعمل مشروع يؤهلهم لسوق العمل، يبلغ عددهم 19 طالب وطالبة في الفرقة الثالثة والرابعة بكلية الهندسة جامعة كفرالشيخ.
“البداية كانت في عام 2016، كنا في سنة تانية وكان عددنا ثلاثة طلاب فقط، هدفنا الاستفادة من اللي بتعلمه في الكلية وتطبيقه على أرض الواقع، بجانب رغبتنا في إنشاء مشروع يستمر معنا حتى بعد التخرج ويتطور مع الوقت” هكذا أوضح عبدالرحمن والي، قائد الفريق، عن بدايتهم وهدفهم.
وأضاف قائلًا “بدأنا في وضع خطة واستراتيجية للفريق وبناء هيكل واضح لنا، وضم طلاب آخرين ممن لديهم الرغبة في العمل، وأعلننا عن فريقنا تحت اسم “فورميلا ستيودنت كفرالشيخ” وانضم لنا عدد كبير من الطلاب، وذلك تمهيدًا للمشاركة في إحدى المسابقات الخاصة بطلاب الهندسة، وهي “فورميلا ستيودنت” والتي تقام سنويًا في إنجلترا”.
مؤكدًا أن المشروع كان يحتاج للوقت مما جعلهم ينتظروا عامين حتى يأخذوا خطوة المشاركة في تلك المسابقة، فجميع الفرق المصرية التي حاولت المشاركة من قبل كانت تخرج في بدايتها، فأرادوا أن يستفيدوا ممن سبقوهم ويتجنبوا الأخطاء التي وقعت بها تلك الفرق.
وأشار إلى أنهم بالفعل بدأوا في تصميم السيارة، ثم توقف كل شيء لعدم وجود الدعم المادي الذي يحتاجونه لاستكمال المشروع، وقال “حاولنا الحصول على تمويل من إدارة الجامعة ومن رعاة آخرين مثل شركات السيارات، ولكن لم تجدي محاولاتنا نفعًا فتوقفنا، وكان السبب وراء ذلك هو أن الفريق لم يصنع شيء بعد حتى يدعموننا”.
Ever Egypt..فرصة لتحقيق الحلم
لتأتي بعد ذلك مسابقة Ever Egypt للسيارات الكهربائية محلية الصنع، والتي تنظمها أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وأوضح عبدالرحمن “بالفعل بدأنا العمل على المشروع في شهر فبراير الماضي..وكان عدد الجامعات المشاركة 26 جامعة من الجامعات الخاصة والحكومية”.
وفسر قائلًا “أن السبب الرئيسي في مشاركتنا هو رغبة الفريق في تصنيع سيارة على أرض الواقع وأن يخرج تصميمنا للنور، وكنا نطمح في الفوز بالمراكز الأولى حتى نحصل على التمويل الذي يحتاجه الفريق لتصنيع سيارة فورميلا”.
تحديات واجهت الفريق
أوضح قائد الفريق “كانت أكتر مشكلة هي الوقت وأننا نصنع عربية في شهرين، فكان ضغط علينا..والمشكلة الأخرى هي رفع الروح المعنوية للفريق بعد الإحباط التي تعرضنا له بسبب غياب الدعم المادي، بجانب طاقتنا اللي استَنزفت في تصميم العربية اللي كان من المفترض أن نشارك بيها في فورميلا ستيودينت” وأضاف أن الفريق استطاع التغلب على هذه المشكلات بسبب ما اختبرناه من قبل واستفادتنا ممن سبقونا.
رالي سيارات كفرالشيخ الأكثر تنظيمًا
“أن الفرق المشاركة كان لديها خبرة أكبر في تصنيع السيارات، ولكن فريقنا كان أكثر تنظيمًا ويسير وفقًا لنظام وخطة واضحة، بجانب تميزنا في تصميم السيارة”.
هكذا وصف محمود العشري أحد أعضاء فريق Kafr El Sheikh Racing، فريقهم وأضاف “أن التصميم هو أساس السيارة وهو التطبيق العملي لما نتعلمه في الكلية، وأما تصنيعها فيعتمد أكثر على الخبرة..وأضاف أن الإستفادة الحقيقة التي خرجنا بها من المسابقة هي التجريب وتكرار المحاولة واختبار تصنيع سيارة حقيقة وليس مجرد تصميمها فقط”.
وإن الفريق اكتسب خبرة التصنيع وما يتم من خطوات داخل هذه العملية، بالإضافة للتعامل مع المشكلات الطارئة وحلها.
وأضاف “أن تصميم السيارة وهو يتحول لحقيقة أمام أعيننا، كان شيء مبهر، فنحن لم نمر بذلك من قبل، موضحًا أن مذاكرة المواد الدراسية وحدها لا تكفي وأن التطبيق العملي هو الإستفادة الحقيقة.” مشيرًا إلى أن خوضهم هذه التجربة فرصة كبيرة لهم قد لا تتهيأ لغيرهم، وذلك لأنهم أكثر تنظيمَا عن كل الفرق التي شاركت فأغلبهم لم يمتلك خطة عمل ونظام واضح.
وأكد قائلًا “فريقنا إذا أَتيحت له الفرصة والدعم المادي الكافي من المؤكد أنه سيحقق إنجازات أكبر من ذلك وأهم”.
وفي نفس السياق أشار عبدالرحمن والي، إلى أن تصميم السيارة وتصنيعها بينهما فارق كبير، ففي التصميم غالبًا ما يعمل كل شخص بمفرده، بينما التصنيع تجربة مختلفة، تساعد على بناء علاقات وتواصل أفضل بين أعضاء الفريق وزيادة التفاهم بينهم بالإضافة للاستفادة العملية.
وأضاف “أن أحيانًا التصميم كأداء يكون جيد ولكن عند في التصنيع تظهر المشاكل، فتعلمنا كيفية تجنب هذا الأمر والتعامل معه”.
ما هي الخطوة التالية..؟
أكد قائد الفريق أن بعد المسابقة وفوزهم بجائزة أحسن تصميم، الروح المعنوية للفريق ارتفعت وأصبح لديهم الطاقة لاستكمال ما بدأوه، ولكن تبقى مشكلة التمويل، لافتًا إلى أن الأمر الآن مختلف فالفريق لديه منتج على أرض الواقع وخبرة في التصنيع.
كما أوضح أن الكلية وافقت على دعمهم سواء ماديًا أو بالاتفاق مع جهات مختلفة لتمدهم باللازم ولكن ليس هناك أي رعاة للفريق بعد، حتى يتوفر التمويل الذي هم بحاجة إليه حقًا.
أضاف أن الخطوة القادمة هي وضع خطة العام القادم والاستفادة من التجربة وتطوير مستوى الفريق حتى ينافسوا في مسابقات قادمة وأن يركزوا على تصنيع ما يحتاجه السوق، والأهم هو إيجاد تمويل ودعم يضمن لهم الاستمرار.
وأشار محمود العشري إلى أن عميد كلية الهندسة بجامعة كفرالشيخ الدكتور محمود نعمة الله، كان الأكثر حرصًا على دعمهم وتشجيعهم بشكل فاق توقعاتهم، وأنه يفعل ما بوسعه لمساعدتهم، موضحًا أنه كان معاهم يوم السباق ودائم المتابعة لما يفعلونه.