توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سوريا بضربها من جديد مستخدماً صواريخ “جديدة وذكية” والتي كان معظمها من طراز “توماهوك” الهرمة التي أسقطتها الصواريخ السورية السوفيتية القديمة قبل أن تصل إلى أهدافها .
أما بريطانيا العظمى، فقد أطلقت 8 صواريخ SCALP من النوع المجنح، وزعمت فرنسا إطلاق ذات الصواريخ ونفس عددها من طائرات “رافال”، بينما قام الجيش الروسي بتكذيب مشاركة فرنسا في العملية أصلاً، فقد أكد أن الرادارات الروسية لم ترصد أي طائرات فرنسية بالقرب من الأجواء السورية أبداً ساعة الغارة.
ومن الناحية العملية كان ذلك العدوان الثلاثي على سوريا اقل جدوى من القصف الأمريكي في العام الماضي لمطار الشعيرات بالقرب حمص، بينما يصر كل من ترامب وتيريزا ماي و ماكرون، على نجاح ضربتهم ووصفوها بأنها كانت انتقامية وقوية وحققت هدفها وأن الأسد لم يعد قادرا على تصنيع السلاح الكيميائي أو استخدامه وإذا فكرت دمشق في استخدامه مرة أخرى سوف ينزلون بها أشد العقاب”.
ومن ناحية أخرى شككت الصحافة الغربية في نجاح عدوان الدول الثلاثة وفعاليته بل و قللت من شأنه و أهميته. فقد كتبت صحيفة Huffington Post و بمرارة: أن ترامب قد فشل في صد هجوم الجيش السوري، ولم يتمكن من تدمير أي مواقع سورية ذات أهمية عسكرية أو مدنية، لأنها كانت تتمتع بحماية المظلة الروسية”.
بينما علقت “رويترز” تحت عنوان “روسيا هي الخطر الرئيسي في سوريا”:حيث قالت بان روسيا هي من نجحت في تحويل عملية تحقيق العدالة إلى حدث لا قيمة له بسبب تحذيرها الغرب في وقت سابق إذا ما تعرض العسكريون الروس للخطر وهددت بضرب قواعد ونقاط أطلاق الصواريخ وبذلك انتصر الأسد في حربه خلال الأعوام الست ولا ينوي أن يتوقف.
وإذا امعنا النظر قليلاً سوف نجد عدم اهتمام كلاً من موسكو و واشنطن باندلاع معركة حقيقية بينهما على الأراضي السورية فلم يكن هناك استعراض حقيقي لمنظومات الصواريخ الجديدة و المضادة لدى كل منهما .
و اتضح بعد العملية، عدم جدوى إرسال واشنطن للسفن والطائرات الحربية نحو سوريا وإهدار كميات كبيرة من الصواريخ دون نتيجة أو فائدة ملموسة.
بينما أظهرت روسيا براعتها في طريقة تحقيق أفضل النتائج وبطرق محدودة جدا، فقد استطاعت فرض إطار فعال للعمل في سوريا دون إطلاق رشقة واحدة من منظومة “إس-400” أو “بانتسر”.