كانت عمليات زراعة الشعر إحدى الحلول التي لاقت استحسانا كبيراً ممن يعانون من تساقط الشعر أو الصلع الذي يواجه قطاعا كبيرا من الناس بمختلف جنسياتهم وأعراقهم ، وبدأت جراحات زراعة الشعر التجميلية بالاعتماد على تقنية الشريحة FUT، وذلك باجتزاء قطاع عرضي من فروة رأس المريض، وتحديد المناطق المانحة للشعر، و التي لم يتمكن الصلع منها بعد، واستغلال ما تحويه من بصيلات لتغطية مناطق تساقط أو فقدان الشعر، مع مساعدتها على نمو الشعر الطبيعي من جديد.
وذلك تطلب من طب جراحة التجميل والمتخصص في زراعة الشعر ايجاد تقنية اكثر امانا وتقدما لعمليات وجراحة زراعة الشعر والتي تمثلت في تقنية الاقتطاف FUE، التي تعتبر الأوسع انتشارا هذه الأيام، لما تتميز به من مميزات على اختلاف الأصعدة، تمكنت على اثرها من الانتشار السريع باعتبارها الحل الأمثل والملائم لاستعادة الشعر الطبيعي بدون أضرار جانبية،وفى هذا المقال من مصر فايف سوف نتناول بالتفصيل كل ما يتعلق بهذه التقنية وما قد يخطر على بال أي شخص .
ما هي تقنية الاقتطاف لزراعة الشعر FUE؟
تعتمد هذه التقنية الحديثة على استخلاص بصيلات شعر من مناطق مانحة في فروة الرأس، ويتم ذلك باستخدام أدوات خاصة ذات دقة عالية، حيث يتمكن الطبيب بواسطتها من الحصول على عدد من بصيلات الشعر الضرورية لإجراء عملية الزراعة دون إضرار بالمناطق المانحة، ثم تأتي مرحلة غرس هذه البصيلات في المناطق المستهدفة بالزراعة وذلك إعداد قنوات مناسبة في العمق و الحجم .
ويعد عدم الحصول على أي جروح أو ندوب قد تؤثر على على مظهر الشخص من أهم مميزات هذه التقنية في زراعة الشعر وليس كما كان يحدث في تقنية الـFUT، بالإضافة إلى أن المريض لا يشعر بالآلام المبرحة بعد العملية، كذلك تقتصر فترة الرعاية الطبية بعدها على سبعة أيام فقط، يزاول المريض بعدها حياته طبيعياً.
كما لا تتطلب هذه الطريقة قطع أي نسيج من جلد أو فروة الرأس، مما يقلل الحاجة لأية جراحات إضافية بعد العملية، أي أن فروة الرأس تبقى بحالة جيدة و سليمة بعد عملية اقتطاف البصيلات منها، وبالتالي لا تتعدى الأثآر الناجمة عنها بعض الندوب أو الجروح البؤرية الطفيفة،والتي تتماثل للشفاء بسرعة خلال مدة قصيرة، وتصبح غير مرئية بشكل كامل بعد نمو الشعر ، ولا يكون لها أي تأثير على مظهر المريض وهيئته في المراحل التي تلي عملية زراعة الشعر التجميلية.
مراحل زراعة الشعر بتقنية الاقتطاف FUE
تمر عملية زراعة الشعر بالاقتطاف بثلاث مراحل،فضلاً عن التجهيزات السابقة لأجراء العملية؛ كرسم خط الشعر للمريض، وخضوعه للتخدير الموضعي،والذي يتم بحقن المخدر مباشرة بفروة الرأس ، أو استخدام مرهم مخدر ما قبل عملية الحقن لمن يملكون فروة رأس حساسة.،ثم تجرى مراحل العملية المختلفة دون أن يشعر المريض بأي نوع من الألم، ويتم أجراء عملية زراعة الشعر بالاقتطاف بثلاث مراحل وهي:
مرحلة اقتطاف بصيلات الشعر وحصدها
وتعد المرحلة الأهم من مراحل إجراء عملية زراعة الشعر بتقنية الاقتطاف، وتستغرق مدة ساعتين، ويتم أثنائها حصد بصيلات الشعر وذلك بعد تحديد أفضل المناطق المانحة للشعر بفروة الرأس، على إلا يتجاوز عدد البصيلات التي تم اقتطافها من كل ملم من فروة الرأس البصيلتان، من كل أربعة بصيلات تحويها هذه المساحة، ولا يسبب أي أضرار بالمناطق التي منحت الشعر ،مع المحافظة على كثافة الشعر بها، وعدم التأثير على قابلية الخلايا الجذعية للتجديد والنمو بشكل طبيعي مرة أخرى.
ولا يتجاوز قطر الرأس الدقيقة لجهاز الميكروموتور الذي يتم استخدامه في اقتطاف بصيلات الشعر 1 ملم كحد أقصى، مع إمكانية اقتطاف البصيلات بقطر أقل من أو معادل لذلك القطر وفقا لحالات المرضى.
وبعد إجراء مرحلة عملية الحصد للبصيلات يتم وضعها في مادة ـ(الهايبوتيرموسول) وهي مغذية وحافظة، و في درجة حرارة لا تتجاوز اربع درجات مئوية،حتى تبقى في أفضل حال، ثم يتم اختيار الأنسب من بينها، والذي يتناسب مع الأجزاء المستهدفة ، وبعد فرز دقيق في أجواء ملائمة،يمنع معها حدوث أي عملية للاستقلاب، أو تلف قد يلحق بالبصيلات المقتطفة.
فتح القنوات المستقبلة بالمناطق المستهدفة
تلعب هذه المرحلة دوراً خطيرا وبارزاً في نتائج عملية زراعة الشعر التجميلية، حيث يتوقف مدى توافق الشعر المزروع وملائمته مع الشعر المريض الطبيعي على الاتجاهات لقنوات بصيلات الشعر، ومدى مناسبتها للشعر المزروع، مما يؤثر كذلك على ثباتها واستمراريتها، ولذلك تتطلب هذه المرحلة خبرة طبيب يتمتع بكفاءة عالية يقوم بعملية زراعة الشعر،بالإضافة إلى أهمية هذه المرحلة في الحصول على كثافة الشعر المطلوبة، وتغطية المناطق المستهدفة بصورة تامة.
غرس بصيلات الشعر المزروع
وهي المرحلة الأخيرة من مراحل عملية زراعة الشعر بالاقتطاف، فبعد أن تم شق القنوات المستقبلة للشعر، وتحديد بصيلات الشعر في مناطق فروة الرأس المستهدفة، يتم غرس البصيلات الجديدة بالزوايا المحددة، داخل قنوات زراعة الشعر.
وتستغرق هذه المرحلة مدة تتراوح ما بين ساعتين وأربع ساعات كحد أقصى، حيث تجرى بطريقة يدوية وعلى قدر بالغ من الدقة والحذر، حتى لا يتسبب ذلك بتلف أو تساقط البصيلات المزروعة بعد إجراء العملية،وبالتالي فشل عملية الزراعة، ويصف الطبيب بعض المضادات الحيوية والمسكنات بعد خروج المريض من غرفة العمليات، والتي يكون بحاجة لها في الليلة الأولي بعد زوال مفعول المسكن ، ولكن الآلام تزول في اليوم التالي بشكل كبير، وتقل الحاجة لاستخدام المسكنات.
أحدث ما شهدته تقنية زراعة الشعر بالاقتطاف FUE من تطورات
تقنية زراعة الشعر بالاقتطاف FUE و التطورات التي شهدتها، تم استحداثها وابتكارها من خلال بعض مراكز زراعة الشعر كتقنيات خاصة بها، وذلك لتوفير أكبر قدر من عامل الأمان والجودة للمرضى، و أشهر هذه التطورات هي:
تقنية فتح القنوات osl
وقد قام باستحداث هذه التقنية الطبيب التركي يتكين باير، متخصص زراعة الشعر في تركيا، وتستغرق هذه الطريقة مدة تتراوح بين ساعتين إلى ثلاث ساعات، وتعد هذه التقنية والتي تم استخدامها حديثا ذات نتائج تجميلية رائعة ومدهشة للحصول على شعر طبيعي، لا يمكن تميزه عن الشعر الأصلي للمريض، حيث يتم شق القنوات بزاوية محددة، تناسب الحالة الخاصة، تؤدي لقبول فروة الرأس لما تم زراعته من الشعر، وثبات بصيلات الشعر المزروع.
فالقنوات يتم فتحها بشكل متتابع، وفق OSL،مع تحديد اتجاهات الشعر المزروع وكثافته بدقة عالية،ويقوم الطبيب بهذه المرحلة شخصيا، دون أن يعتمد على فريقه المساعد، يكون بعدها فترة راحة للمريض ، قبل متابعة المرحلة التالية من عملية الزراعة بالاقتطاف، وهي مرحلة غرس البصيلات الجديدة.
تقنية الاقتطاف الألترا سليت
وهي احدث التقنيات الحديثة والمبشرة من تقنيات زراعة الشعر بالاقتطاف التي ابتكرها المشفى التركي الدولي لزراعة الشعر في تركيا، و تستهدف تلك التقنية البصيلات التي يمكنها إنتاج ما يقرب من خمس شعيرات، حيث توفر اكبر قدر ممكن من التغطية، بسبب ما توفره من زراعة ما بين 180 إلى 195 شعرة في السنتيمتر الواحد، وهو مقدار التغطية المثالية الذي تحتاجه فروة الرأس تماما.
كذلك تقوم تلك الطريقة بالاستعانة بجلسات بلازما الشعر من خلال وضع البصيلات الجديدة في البلازما الغنية بالصفائح الدموية، والتي يتم الحصول عليها من جسم المريض نفسه، مما يساعدها على الحصول على أكبر قدر من النتائج، وتوفير القوة والثبات اللازمين لنمو الشعر بطريقة طبيعية.
تقنية الاقتطاف بالروبوت
تعد احد التقنيات المتطورة التي قامت بعض مراكز زراعة الشعر في أوروبا باستحداثها، و تعتمد في مراحل العملية المختلفة على الروبوت اعتمادا كليا، حيث يتم وضع نظام برمجي له بكل المعلومات والأوامر التي تناسب حالة المريض، ويقوم هو باقتطاف البصيلات من المناطق المانحة للشعر بفروة الرأس، ثم تجهيز وأعداد القنوات المستقبلة، وغرس البصيلات المراد زراعتها بالزوايا والاتجاهات المحددة في المناطق المستهدفة.
ما يميز هذه التقنية هو قلة معدل الأخطاء المفترض حدوثها أثناء إجراء مراحل العملية المختلفة، و أصبحت العملية من أكثر عمليات التجميل أمن، كما تعد إحدى عوامل إقبال المرضى على تقنيات زراعة الشعر بالاقتطاف، وذلك للتغلب على مشاكل تساقط وفقدان الشعر المختلفة.
ويقوم الطبيب بشرح جميع التعليمات للمريض لما بعد أحراء العملية وتغطية المنطقة المانحة بغطاء أو ضمادة يتم إزالتها في اليوم التالي للعملية دون أي أثار جانبية.