تعد زراعة الشعر من أكثر جراحات التجميل شيوعًا بين الرجال والنساء كما أنها من أهم وأنجح وسائل علاج الصلع التقليدية، بالإضافة إلى أن الإصابة بالصلع الهرموني الوراثي من أصعب الحالات التي لا يجدى العلاج فيها بالطرق الدوائية نفعا.
وتكون فيها الحاجة لزراعة الشعر ضرورية؛ حيث أن أغلبها يحافظ على بصيلات الشعر المتواجدة فعلياً، إلا أنها لا تساعد على إنتاج بصيلات جديدة، كما أن الطرق الدوائية تتطلب متابعة دائمة ومستمرة طوال العمر، مما يعد أمرًا مرهقاً ومزعجاً كما يصعب الالتزام به، ونتائجه لا ترضي الكثيرين.
ولا تتطلب أغلب الحالات أكثر من جلستين لعملية الزراعة، يفصل بينهما ستة أشهر، حيث تتم زراعة حوالي 700 جرافت خلال الجلسة الواحدة، كما يتم معاملة بصيلات الشعر المزروعة بطريقة مماثلة لمعاملة الشعر الطبيعي تماماً من حيث النمو والتعرض لعوامل البيئة الخارجية كالجفاف والتقصف.
أهداف زراعة الشعر
يعاني الكثير من الناس من مشكلة فقدان أو تساقط الشعر خاصة الفئات العمرية الصغيرة حيث يزيد القلق والتوتر بشان مظهرهم الخارجي والجمالي لما له من تأثير على علاقتهم بالآخرين والتواصل معهم ويشعرون دائما بالإحباط وانعدام الثقة بالنفس بسبب مقارنة انفسهم بالآخرين .
وهناك حالات أخرى ترغب في إخفاء علامات تقدم العمر، واستعادة نضارته وحيويته، بالإضافة إلى من تعرضوا لفقدان وخسارة شعرهم بسبب التعرض للحوادث أو الحروق، ولذلك قبل قرار الإقدام على عملية زرع الشعر يجب أن تسأل نفسك عددا من الأسئلة وهي :
- ما هو المظهر الذي تريد الحصول عليه بعد استعادة شعرك.
- الفترة الزمنية المتوقعة قبل اكتمال نتائج زراعة الشعر النهائية.
- تجارب معارفك السابقة وما حققوه من نتائج.
- مدى ثبات واستقرار واستمرارية النتائج التي ستحققها.
- التكلفة الإجمالية المتوقعة للأنفاق على استعادة الشعر.
وبناءً على قرارك سوف تستطيع المناقشة مع طبيبك الخاص في كل الأمور التي تشغلك، حتى تكون على علم تام بجميع النتائج التي ستصل إليها وتكون راضياً عنها تماماً، مع الأخذ في الاعتبار أن جميع الحالات لا تتشابه مع بعضها بل تختلف كل حالة عن الأخرى فلا يتوقع الشخص أن يصل إلى نفس النتائج التي وصل إليها غيره ممن خاضوا تجربة زراعة الشعر.
فذلك يتوقف على عدة عوامل منها عوامل السن ومساحة الشعر المستهدفة بالزراعة وطبيعة المنطقة المانحة لديك إلى غير ذلك، كما تتوقف مدة استعادة الشعر لدى الأشخاص على عدة أمور مختلفة قد تتعلق بطبيعة الحالة، أو التقنية المستخدمة في عملية زراعة الشعر .
تقنيات عملية زراعة الشعر
تقنية زراعة الشعر بالشريحة FUT
وهي من أقدم تقنيات زراعة الشعر، كذلك فهي الأقل تكلفة إذ تقوم على أخذ شريحة عرضية وتكون غزيرة الشعر بفروة الرأس، واستخلاص ما بها من بصيلات عن طريق التقسيم المجهري، ثم زراعتها في آماكن ألزاس الفارغة الصلعاء.
ولكن يجب العلم أن الجروح الناتجة عن هذه التقنية تحتاج لفترة علاج أطول حتى تلتئم، بالإضافة إلى أنها تترك بعض العلامات والندوب إلا أن الفترة اللازمة لنمو الشعر بعدها تكون أقصر من الفترة التي تستغرقها تقنية الاقتطاف كما أن فترة حياة البصيلة تكون أطول قبل الزراعة.
تقنية زراعة الشعر بالاقتطاف FUE
وهي التقنية الأحدث والأكثر انتشارا ولأنها تتمتع بفترات علاج أقصر يقبل عليها معظم المرضى كما أن الجروح الناتجة عنها تكون بسيطة وتزول بسرعة، وحصبات مجالات زراعة الشعر أوسع بفضل ظهور هذه التقنية ، فقد ظهرت زراعة شعر اللحية والذقن والشارب، إضافةً إلى زراعة الحواجب والرموش، وهو ما لم يكن ممكنا في التقنية الأخرى.
ورغم ذلك تحتاج هذه التقنية لمدة طويلة قبل الحصول على نتائج نمو الشعر النهائية، حيث تصل المدة إلى حوالي 6 أشهر، إلا أن هذه التقنية تعد الأغلى سعرا وتكلفة، حيث يكون حساب التكلفة في بعض مراكز الشعر بناء على عدد البصيلات المزروعة.
تقنية القناة المائلة الشبه منحرفة OSL
هي من أحدث الطرق المستخدمة في زراعة الشعر،وتتم بعد عملية اقتطاف بصيلات الشعر أو تقطيع شرائح بصيلات الشعر إلى أجزاء، ويتم تطبيق هذه الطريقة من خلال استخدام أجهزة وآلات حديثة وأكثر تطوراً يتمّ التحكّم بها عبر شاشات رقمية وليدات ضوئيّة، وتعتمد هذه الطريقة على فتح قنوات مائلة في المكان المراد به زراعة الشعر، وذلك باستخدام شفرات رفيعة جداً وأدق وأكثر حدّة من الإبر، وليس استعمال المشارط،مع اختلاف قياس الشفرات وأبعادها حسب نوع بصيلات الشعر واختلاف التشريح في فروة الرأس.
وتتميز هذه الطريقة بأنها لا تؤدي إلى أي تلف في خلايا فروة الرأس وأنسجتها، ودقة زراعة البصيلات مع المحافظة على الجذر حيّاً وسليماً لتسريع نموها، بالإضافة إلى أن هذه التقنية تتمتع بقدرة كبيرة على فتح أكبر عدد من القنوات للحصول على بصيلات الشعر الكافية الجديدة في الأماكن الفارغة من الشعر.