يعد الصلع وتساقط الشعر من أكثر المشكلات التي تؤرق الرجال أو النساء قي مراحل عمرية مختلفة، حيق تؤثر هذه المشكلة على المظهر الجمالي العام قد تؤدى إلى الإحباط والانزعاج الشديد، وتساقط الشعر قد يصبح مشكلة مخيفة إذ توقف الشعر عن النمو إلى أن يبلغ مرحلة الصلع فكيف يحدث الصلع وماهي أسبابه؟
في البداية دعونا نتعرف على مشكلة الصلع وتعريفها وهو ظاهرة أو مرض عادة ما يصيب الرجال، و بعض الإناث أيضاً، وهو فقدان تدريجي للشعر حتى يصل إلى مرحلة الكشف عن جلد فروة الرأس ويكون في مناطق معينة مقدمة الرأس ووسطه وتقل تدريجياً كلما اتجهنا إلى اسفل، وتزداد احتمالات فقدان الشعر أو الصلع كلما تقدّم العمر، حيث تشير إحدى الدراسات التي تم إجرائها في استراليا إلى أن نسبة 57% من النساء و 73.5% من الرجال يصابون بتساقط الشعر فوق عمر الثمانين، كما يعاني كل 4 من 10 رجال من ظاهرة الصلع، وتختلف نسبة تساقط الشعر أو الصلع بين الأعراق أو الأجناس المختلفة بسبب اختلاف الجينات الوراثية المحفّزة له.
وعلى مر الأعوام اعتقد الناس أن الصلع ظاهرة وراثية فقط يرثها الرجال عن آباءهم إلى أن كشفت الدراسات والأبحاث الطبية الحديثة النقاب عن أسباب أخرى للصلع وابتكرت العديد من وسائل وطرق العلاج للتخلص من مشكلة الصلع.
لماذا يحدث الصلع؟
هناك عدة أسباب لحدوث الصلع عند الرجال منها:
1-هرمون الذكورة ديهدرو – تيستوستيرون (DHT)
حساسية جذور الشعر الزائد لهرمون الذكورة ديهدرو – تيستوستيرون (DHT) في أماكن معينة من فروة الرأس، فبسبب تأثر بصيلات الشعر بهذا الهرمون في المناطق التي يحدث الصلع فيها ، تصبح بصيلات الشعر اكثر رقة يل تزيد رقتها حتى تختفي تماماً، ورغم أن بصيلات الشعر ما زالت حية إلا أنها ليست نشطة.وتشمل الحساسية لهرمون DHT عدة جينات ولا يقتصر على جين واحد فقط رغم أنها تنتقل بالوراثة من الوالدين ورغم ذلك مازال الجين المسؤول عن الصلع مجهولاُ.
2- المستويات العالية من بروتين بروستوجلندين D2
كشفت دراسة حديثة تم نشرها في مجلة Science Translational Meidicine عن العلاقة بين المستويات العالية من بروتين بروستوجلندين D2 على جلد فروة الرأس، وبين احتمالات الإصابة بالصلع لدى الرجال، فإذا كان مستوى البروتين عالي في فروة الرأس فاحتمال إصابة الرجل بالصلع يكون أكبر، فقد أصبحت قدرة هذا البروتين على منع نمو الشعر معروفة.
3– الاختلال الهرموني عند النساء
ورغم ارتباط الصلع ألذكوري الوراثي بالرجال، إلا أن الأطباء تؤكد على إصابة النساء بالصلع الوراثي غيضاً، وغالبا ما تظهر أعراض الإصابة بالصلع عند المرأة في بداية العقد الرابع، نتيجة وجود جين الصلع لديهن منذ الولادة، ولكن تأثيره لا يظهر قبل عمر الأربعين بسبب نشاط هرمون الأنوثة.
4– المرض أو الجراحة
5– الأدوية والفيتامينات
6– العجز الغذائي
توجد مجموعة من الأدوية التي أثبتت فعاليتها في علاج الصلع:
1– الأدوية التي تشجع نمو الشعر عن طريق التأثير على البصيلات:
تم تطوير دواء المينوكسيديل فهو دواء لخفض ضغط الدم ويعمل على تحفيز نمو الشعر أحد أثارة الجانبية للأشخاص الذين يعانون من مشكلة تساقط الشعر، كما أنه يعمل على توسيع الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم إلى فروة الرأس، وبهذا يعمل على تغذية بصيلات الشعر ومنع تساقط الشعر، ويجب استشارة الطبيب قبل تناوله، وقد أفاد حوالي 60٪ من مستخدميه على نجاحه بشكل آو بآخر وتأثيره يستمر طالما دهن المرهم، وتوقفه يؤدي إلى تراجع فائدته.
2– الأدوية التي تمنع إنتاج هرمون DHT:
دواء الفيناستريد (البروبيشيا – Propecia) ويعمل على منع إنتاج هرمون DHT في فروة الرأس، حيث يعمل على منع نشاط انزيم 5 – ألفا – ردوكتاز الذي ينتجه من هرمون التستوستيرون، كما يؤدي تعاطي هذا الدواء بجرعات عالية إلى تقليص حجم غدة البروستاتا لدى المصابين من الرجال بتضخم الغدة الحميد، كما أفاد موقع دكتور ياتكين باير التركي المتخصص في زراعة الشعر، مع الحرص على استشارة الطبيب قبل تناوله.
وقد أظهرت الدراسات أن وصف البروبيشيا لتساقط الشعر ومنع استمراره كان ناجحاً، كما تعمل على تحفيز نمو الشعر مرة أخرى في أماكن الصلع لدى 80٪ ممن استخدموها لمدة تتراوح بين 3-6 أشهر، ويؤدي التوقف عن الاستخدام إلى عودة التساقط خلال بضعة أشهر.
ولكن هذا الدواء يعطى بوصفة طبية فقط، ولا يسمح باستخدامه من قبل النساء في سن الإنجاب أو الأطفال وحتى النساء الحوامل، فقد تم تأكيد وجود أثار جانبية له ترتبط بالأداء الجنسي، لكنها تزول مع التوقف عن استخدام الدواء.
3– زراعة الشعر:
في هذا العلاج يتم نقل الشعر القوي من الجزء الخلفي من فروة الرأس أعلى العنق إلى أماكن الصلع المراد ملئها؛ حيث تتم هذه العملية تحت التخدير الموضعي، و يحدث تساقط للشعر الذي تم زرعه في الأشهر الأولى بعد العملية، ولكن جذور الشعر تبقى في مكانها، ثم يبدأ الشعر نموه في مكانه الجديد بعد ثلاثة أشهر من عملية الزرع.