– ألو.. مركز الشرطة ؟
-النجدة ساعدونا.. كنتاكي بدون دجاج!
قد تعتقد انها مُحادثةً هزليةً في إحدى أفلام الكوميديا او الكارتون، ولكنها حدثت بالفعل خلال الفترة الماضية حتى اصبح الأمر يعد ضربا من الجنون وكأن مساً اصاب عُشاق دجاج الخلطة السرية لكنتاكي حد الجنون فما القصة؟!
انعد للبداية عندما اضطرت سلسلة مطاعم كنتاكى الأمريكية فى 20 فبراير إلى إغلاق عدد ضخم من فروعها أمام الزبائن في بريطانيا، بعد التعرض لنقص حاد و هائل في لحوم الدجاج لديها.
الأمر الذى دفع بها الى اعلان قائمة مطولة من ثلث فروعها مفتوحةً و عددها 254 فرعًا و إغلاق ما يزيد عدده عن 600 فرع من أصل 900، مع قائمة طعام محددة وعمل لساعات أقل، وقد صرح المتحدث باسم سلسلة الوجبات السريعة بامكانية استمرار إغلاق المطاعم أو تخفيض عدد ساعات العمل .
وقد اشارت صحيفة ” إندبندنت ” البريطانية الى توقف فروع السلسلة الأمريكية المعروفة عن العمل في 7 مقاطعات بريطانية. مع تأثر فروع مناطق ديفون وبريستول، وسوفولك، وشيشاير، ، ونيوكاسل، وبيركشاير، وساري.
وفي بريطانيا حيث تعتبر وجبات العملاق الأمريكي من اكثر الوجبات المطلوبة التى تحظى بشعبية واقبال كبيرين، يمكن للمرء أن يعذر كنتاكي حينما نفد الدجاج لديها خلال اندلاع أزمة إنفلونزا الطيور، ولكن هذه المرة كان الأمر صعباً ليمر مرور الكرام،
ولاقت هذه الأزمة صدى واسعاً كبيراً بين البريطانيين، الذين وجدوا صعوبةً فى الحصول على وجبتهم المفضلة، ووصل بهم الأمر إلى إقحام الشرطة للتدخل و حل تلك المشكلة.
وانهالت الاتصالات على شرطة بريطانيا، و التي اضطرت بدورها لبث نداء عبر موقع التواصل الإجتماعى تويتر، تدعو فيه المتذمرين إلى وقف اتصالاتهم على ارقام الطوارئ، وإشغال الشرطة بما لا يستحق.
وقد ظهرت المشكلة عندما انهت سلسلة كنتاكى تعاقدها مع شركة bidvest للتوريدات والإمدادات الى شركة DHL، وهي أكبر شركة للنقل والشحن في العالم، لكنها فشلت مُن اليوم الأول،ونتج عن ذلك أزمة كُبرى فى العمل والتشغيل بنفاذ لحوم الدجاج.
ويبدو أنّ مشكلة الإمدادات عميقة حتى أنّ سلسلة كنتاكي لم تعلن بعد عن استئناف العمل ، لكنها ذكرت أنّها تعمل على حل الأزمة، وعودة الأمور إلى نصابها ، مع وضع لافتة على الفروع المُغلقة، مفادها تعبير بريطاني” teething proplems” اى ان المورد يعانى مشكلة تسنين، ويقال هذا التعبير عند ظهور الأزمات.
إلا أن الخبراء لايوافقون على تلك الاسباب ، ويتفق معظمهم على أنّ الأضرار ستكون كبيرةً، إن لم تكن موزعةً بنسب متعادلة بين الشركات المعنية بالأمر،وسوف تبدأ التأثيرات الكبيرة بعد 60 يومًا من ذلك الحدث طبقا للتحليلات المبدئية.
وذكرت BBC فى تقرير لها أنّ تلك الواقعة يمكن أن يكلف سلسلة كنتاكي مليون جنيه استرليني يومياً نتيجة تراجع المبيعات وفقدان العملاء الغاضبين العاشقين لهذه الوجبات.بالإضافة الى امكانية أصحاب الإمتيازات التجارية تسريح العمالة رغم دفع اجور العمال لديهم .
وعملت كنتاكى على امتصاص غضب العملاء فى مُحاولة منها للقفز على تلك الأزمة وذلك من خلال عمليات التسويق الذكي وارشاد العملا الى أقرب فرع مفتوح بإتاحة خدمة الكترونية على موقعها الرسمى على شبكة الانترنت، بالإضافة الى ان الشركة قامت بصناعة اعلان ساخر تصف ماحدث بأنه اسبوع من الجحيم وقد نال استحسان الكثير من العملاء الساخطين بسبب الأزمة ، ونجحت كنتاكي في امتصاص غضبهم. حيث تعد كنتاكى التي اسسها “هارلاند ساندز” رجل الاعمال الامريكى عام 1930 من اشهر السلاسل العالمية الشهيرة فى الوجبات السريعة اكتسبت شهرتها فى الولايات المتحدة أثناء فترة الكساد العظيم .